رام الله - قدس الإخبارية: استنفرت شركات السايبر الإسرائيلية لمساعدة المؤسسة العسكرية في تل أبيب المحتلة في جهود البحث عن الجنود والمستوطنين الذين أسرتهم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، في عملية "طوفان الأقصى".
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أنّ شركات سايبر إسرائيلية، وضمنها "إن إس أو" و"رييزون" بالإضافة إلى 100 من خبراء السايبر، دشنوا هيئة خاصة تهدف إلى مساعدة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في جهودها الهادفة إلى تحديد أماكن وجود الأسرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجهود التي تبذلها شركات وخبراء السايبر تنصب على محاولة تحقيق ثلاث مهام رئيسة: رسم خرائط للمناطق داخل قطاع غزة التي يوجد فيها الأسرى، وتحديد الأماكن، والتعرف إلى وجوههم.
ولفتت الصحيفة إلى أن شركات وخبراء السايبر سيحاولون التعرف إلى أماكن وجود الأسرى من خلال تحديد أماكن وجود الهواتف النقالة الخاصة بهم، وأشارت إلى أنّ أحد محللي السايبر متخصص في مجال تحديد أماكن وجود الهواتف النقالة، عمل هذا الأسبوع في مكتب يعود لشركة سيبرانية في تل أبيب 4 أيام متواصلة، بهدف تحديد أماكن وجود الهواتف النقالة للجنود والمستوطنين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
وقالت إنّ خبراء شركة "موديعين ديجيتال" السيبرانية عملوا على فحص مئات الفيديوهات التي نشرتها كتائب عز الدين القسام عن عملية "طوفان الأقصى"، في حين انضمت إلى هذه الجهود شركة أخرى تعمل في مجال التعرف إلى الهوية من خلال تحديد الوجه؛ فضلاً عن تجند شركة أخرى متخصصة في مجال مراقبة مواقع التواصل بهدف التعرف إلى أماكن وجود عتاد عسكري غنمته "كتائب القسام" في "طوفان الأقصى".
وأضافت الصحيفة أنّ شركة سيبرانية أخرى تعمل على محاولة التعرف إلى أماكن الأسرى من خلال الجمع بين المعلومات الاستخبارية والذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أنّ الشركات السيبرانية تعمل بشكل وثيق مع وزارة الأمن والأجهزة الأمنية وضمنها الشرطة.
وبحسب "هآرتس"، فإنّ معظم هذه الشركات محسوبة على السايبر الهجومي، التي شملت إلى جانب "إن إس أو" و"رييزون"، كلاً من "فارغون"، "كنديرو"، "أنيوزون"، "كوبوفس"، و"إنتلوس"، بالإضافة إلى شركات تعمل في المجال الدفاعي، مثل: "فالو ألتو"، و"بريسيست".
وأوضحت أنّ استنفار الشركات السيبرانية يعد مكوناً حاسماً في الجهود الحربية والاستخبارية التي تعتمد عليها إسرائيل في حربها ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأبرزت الصحيفة أنّ جهود الشركات السيبرانية ساعدت جيش الاحتلال في تقديم قائمة الأسرى لدى "حماس"، والتي تضم 199 جندياً ومستوطناً، وإبلاغ عائلاتهم بذلك.
وفي حالات أخرى، كما تقول الصحيفة، فقد تم تجنيد بعض العاملين في الشركات السيبرانية في قوات الاحتياط، حيث إنّ شركات السايبر تؤكد أنّ ثلث العاملين فيها تم تجنيدهم في قوات الاحتياط، ويعملون حالياً من داخل وحدات الجيش، في حين أنّ عاملين آخرين جندوا لقوات الاحتياط ويعملون من داخل شركاتهم.
وأبرزت الصحيفة أنّ عدداً من الضباط الذين خدموا في وحدات سيبرانية داخل الجيش، وتحديداً في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، تطوعوا للخدمة في مجال التعرف إلى أماكن وجود الأسرى.