شبكة قدس الإخبارية

"دم الفلسطيني ليس رخيصًا" .. ما هي الرسائل التي حملها تهديد القسام؟

"دم الفلسطيني ليس رخيصًا" .. ما هي الرسائل التي حملها تهديد القسام؟

رام الله – قدس الإخبارية: هدد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام بإعدام الرهائن المدنيين ممن وقعوا بأسر كتائب القسام، في حال استمرار الاحتلال استهداف المدنيين في غزة دون سابق انذار، مؤكدًا أن العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وسنخاطبه باللغة التي يعرفها.

وقال في تصريح، مساء اليوم الإثنين 9 أكتوبر\تشرين الأول 2023، قررنا أن نضع حداً لجرائم الاحتلال بحق المدنيين، وكل استهداف لأبناء شعبنا الآمنين في بيوتهم دون سابق إنذار، سنقابله بإعدام الرهائن المدنيين لدينا وسنبثه بالصوت والصورة. 

يأتي تصريح أبو عبيدة، بعد شن الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على قطاع غزة، استهدفت مبانٍ سكنية ومقراتٍ حكومية، واستشهاد 687 فلسطينيًا، بينهم 140 طفلاً و105 سيدات ونحو 3800 جريح منذ بدء معركة طوفان الأقصى، يوم السبت 7 أكتوبر\تشرين الأول 2023. 

حول ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن إعلان أبو عبيدة بخصوص الأسرى لدى كتائب القسام هو اعلان يفضح اختلال معايير العالم، حيث يصمت العالم عن حصار مليوني إنسان في قطاع غزة، وهناك جريمة إبادة معلنة وسافرة وصريحة. 

ويضيف عرابي، في حديثه لـ "شبكة قدس": وصف الاحتلال اليوم سكان قطاع غزة بحيوانات بهيئة بشرية، دون تحركٍ عالمي، وهو ما يفضح هذا الانحياز العالمي والخذلان العربي المريع والمخزي وهناك دول عربية تنحاز للاحتلال بصورة مباشرة وصريحة ومعلنة، وأخرى تساوي بين الضحية والجلاد. 

ويتابع: مع كل هذه الجرائم، لم يتحدث أحد من العالم، لكنهم يتحدثون عن الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، وهذا هو الغرض لدى كتائب القسام من تهديد أبو عبيدة. 

ويوضح عرابي، أن القسام تبحث عن وسيلة للحد من استهداف الاحتلال للمدنيين داخل قطاع غزة، مع علمها أن العدوان لن يتوقف خلال وقت قريب، ولكنها تريد أن يعود الاحتلال إلى سيرته الأولى بأن ينذر سكان القطاع بالإخلاء على قصف تلك المنازل، خاصة مع نية الاحتلال الواضحة بارتكاب أكبر مجازر في القطاع. 

ويؤكد عرابي أن قيادة كتائب القسام والمقاومين يقدرون هذه الاعتبارات من كل النواحي، الاعتبارات القانونية والإعلامية والسياسية والدعائية والأخلاقية وحتى الأمنية والعسكرية في حدود ظروفهم وطبيعة المعركة في قطاع غزة الآن. 

رسائل القسام 

من جانبه، يقول الكاتب والباحث السياسي أحمد الطناني، إن رسالة المقاومة تحمل عدد من الأبعاد، الأولى للاحتلال الذي يحاول ترميم صورته وتقديم صور الأشلاء والدماء للأبرياء والعائلات في قطاع غزة لجمهوره مقابل ما حققه المقاومة من إثخان في جنود الاحتلال على حدود غزة. 

ويوضح الطناني، في حديثه لـ "شبكة قدس"، أن المقاومة لجأت لاستخدام التهديد بإعدام أسرى الاحتلال سعيًا لخلق معادلة ردع وتأكيدًا على أن أرواح أبناء شعبنا الفلسطيني ليست رخيصة ولا مادة للدعاية الداخلية الصهيونية. 

وبحسب الطناني، يريد القسام أن يحول عائلات كل الأسرى من جنود ومستوطنين إلى جبهة ضاغطة على حكومة الاحتلال لمنعها من استهداف الآمنين، وتحميلها مسؤولية مقتل أبنائهم في حال صمم جيش الاحتلال على المضي في سياسته الإجرامية.

أما الرسالة الثانية، فيشير الطناني، إلى أن المقاومة ترد على الانحياز الظالم لما يُسمى بالمجتمع الدولي للاحتلال وقطع المساعدات ودعم اجراءات الاحتلال العدائية، عبر إيصال رسالة للعالم، أن تعدي الاحتلال الخطوط الحمر سيُقابل بردود لم يتوقعها العالم. 

"سيجبر الفلسطيني كل العالم للتدخل للجم هذا الاحتلال، وإلا ستكون كل الأوراق متاحة للمقاومة، وأن مظاهر القتل والدمار بلا حساب لن يمر مرور الكرام، ومن أراد قتال المقاومة، فليواجهها في ميادين القتال، وليس على دماء الأبرياء الآمنين"، يقول الباحث الطناني.