شبكة قدس الإخبارية

"طوفان الأقصى" ضربة استخباراتية نوعية: فشل ذريع لاستخبارات الاحتلال مقابل نجاح باهر للمقاومة

154018Image1-1180x677_d

غزة - قُدس الإخبارية: شكلت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة، صباح اليوم، من قطاع غزة ضربة استخباراتية نوعية للمجهودات الأمنية والعسكرية للأجهزة الإسرائيلية المختلفة على رأسها الاستخبارات العسكرية "أمان".

بدأت المقاومة عملياتها بضربة صاروخية كبيرة طالت مساحات واسعة من الأرض المحتلة، ثم دفعت بقوات النخبة فيها على شكل موجات، إلى داخل المستوطنات والمواقع العسكرية في مستوطنات "غلاف غزة"، وسيطرت على عدد منها وكبدت جيش الاحتلال والمستوطنين خسائر فادحة، دون أن يكون لدى جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" أي تصور عن طبيعة المخطط.

العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها المقاومة بهذا الحجم من القوات والأدوات الصاروخية والعسكرية، من المؤكد أنه احتاج إلى تخطيط واسع وتنظيم معقد بين المجموعات العسكرية، وقد نجحت في كل هذه الإجراءات التنظيمية والعسكرية دون أن تنجح الاستخبارات العسكرية ومختلف الأجهزة في دولة الاحتلال في كشف الخطة أو الوصول إلى مرحلة إفشالها.

جاءت عملية "طوفان الأقصى" في ظل إجماع داخل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومختلف الأجهزة الأمنية، في دولة الاحتلال، على أن حماس "لا تريد خوض كبيرة في هذه المرحلة"، وكان الاتجاه السائد لدى محللي الاستخبارات هو أن المرحلة الحالية محكومة بالحديث عن ما تطلق عليها الأوساط الإسرائيلية "التسهيلات الاقتصادية"، وغيرها.

خلال سنوات نجحت كتائب القسام والمقاومة في تضليل استخبارات الاحتلال، وفي عام 2021 كان الاعتقاد السائد والرسمي لدى قيادة جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن المقاومة ستوجه ضربة لمستوطنات "غلاف غزة"، بينما ما حصل هو انطلاق المعركة من قصف مدينة القدس المحتلة، وفي هذه المعركة كان الصدمة أن المقاومة أطلقت عملية عسكرية واسعة خلافاً لكل التقديرات التي كانت ترى أن حماس لن تذهب لمعركة في هذه المرحلة، وتحتاج التركيز على القضايا الإنسانية والاقتصادية لأهالي غزة الذين أنهكهم الحصار المفروض عليهم، منذ سنوات.

نجحت المقاومة في إطلاق عملية عسكرية في توقيت غير متوقع من جانب الاحتلال، في ظل التراخي من جانب قواته إذ وجهت الضربة في يوم السبت، وخلال "الأعياد اليهودية".

تحمل الاستخبارات العسكرية في دولة الاحتلال "ذاكرة سيئة" مع شهر أكتوبر، ففي حرب 1973 الذي اندلعت في مثل هذه الأيام جرى تحميل الجهاز المسؤولية الكبرى عن عدم توقع الهجوم العربي، وفي هذه المعركة كان الفشل الأكبر بعد أن فشلت في الحصول على أي إشارة حول هجوم متوقع.

#غزة #فلسطين #القدس #جيش الاحتلال #القسام #أمان #حرب أكتوبر #الاستخبارات العسكرية #1973 #طوفان الأقصى