القدس المحتلة - متابعة قدس الإخبارية: تعرض "حجاج" مسيحيين قادمين من شرق آسيا إلى القدس، للبصق والشتائم من مستوطنين أثناء تجولهم في البلدة القديمة، خلال اليومين الماضيين ما أحدث ردة فعل شعبية ورسمية غاضبة تجاه السلوك الإسرائيلي.
وشهد اليومين الماضيين تعرض المسيحيين الذين يقصدون الكنائس في القدس المحتلة لاعتداءات من قبل المستوطنين اليهود تزامنًا مع ما يسمى بعيد العرش.
في السياق، اعتبر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن هذه الاستفزازات والممارسات العنصرية بحق المسيحيين إنما تندرج في إطار سياسة ممنهجة تستهدف كل الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته.
وأضاف حنا لـ "شبكة قدس": "أولئك الذين يقتحمون الأقصى، ويستهدفون المقدسات الإسلامية، هم ذاتهم الذين يستهدفون مقدساتنا المسيحية، ويبصقون علينا وعلى الرموز الدينية وعلى رجال الدين المسيحيين من آباء ورهبان".
وأتبع قائلاً: "هذه العنصرية ليست حديثة العهد، وأنا أتعرض شخصيًا ورجال الدين نتعرض لهذه الاستفزازات، الذي تغير هو توثيق هذه الاستفزازات، أصبح من يملكون هذه الأجهزة يسجلون ويوثقونه، نحن نقول بأن هذه العنصرية المقيتة إنما هي خطيرة ومستنكرة والكنائس المسيحية أصدرت بيانات ومواقف وناشدت ومازالت تناشد المرجعيات الحقوقية، ونطالب أن يكون هناك تحرك لردع هذه العنصرية التي تستهدفنا كمسيحيين".
وكان وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير طالب في اليوم الرابع لاحتفالات عيد العرش، واليوم الثالث على الاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى، بالسماح باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في القدس الشرقية على مدار الساعة مع إمكانية صلاتهم فيه، كما اعتبر الممارسات التي يقوم بها المستوطنون ضد المسيحيين من بصق واعتداء «تقليدا يهوديا قديما يجب الاستمرار في ممارسته».
من جانبها، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، التصريحات المتطرفة والعنصرية لما يعرف باسم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، حول اعتداء المستوطنين وأطفالهم على بعض الحجاج خلال مرورهم في طريق الآلام بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث قال، "هذا تقليد من الطبيعي ممارسته، وهو ليس مخالفة".
وقالت اللجنة الرئاسية في بيان صدر عن رئيسها رمزي خوري، إن تصريحات بن غفير ليست مجرد كلمات عابرة، وإنما تهديد حقيقي لحياة المسيحيين، وسيكون له نتائج خطيرة وغير متوقعة، إذ أصبحت الممارسات العنصرية والمتطرفة تمارس بشكل علني تجاه كل ما هو غير يهودي، وهذا انعكاس طبيعي لحكومة ترعى ممارسة الإرهاب تجاه الفلسطينيين.
وحذر خوري من تصاعد الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون والمسلمون في أزقة البلد القديمة من عصابات المستوطنين وخطورتها، والتي من الممكن أن تتحول إلى حالات اعتداء جسدي أو قتل، مطالبا المجتمع الدولي وكنائس العالم بالتحرك الفوري والعاجل لوقف كل أشكال التطرف التي يمارسها المستوطنون تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
بدورها، أدانت حركة حماس بشدّة اعتداء المستوطنين الصهاينة على الحجّاج المسيحيين في القدس وتبرير بن غبير لهذا الفعل الكريه والعنصري، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق شعبنا.
وقالت الحركة في تصريح صحفي الأربعاء: "إن ما شهدته شوارع مدينة القدس المحتلة من اعتداء للمستوطنين على الحجاج المسيحيين، أثناء توجّههم لكنائسهم، والبصق عليهم، وما رافق هذا السلوك الشائن من تبريرات على لسان الوزير في حكومة الاحتلال، الإرهابي بن غفير؛ يفضح عنصرية الاحتلال وازدراءه للأديان ولحرية العبادة، باستهدافه المسيحيين من أبناء شعبنا في القدس وزوّارهم من خارج فلسطين، وهو استمرار لسياسة حكومة المستوطنين العنصرية في التضييق عليهم، وتقييد ممارستهم لشعائرهم، واحتفالهم بأعيادهم".
وعبرت الحركة عن رفضها واستنكارها لهذا السلوك الوقح، مؤكّدة أن كل الممارسات العنصرية تجاه أبناء شعبنا من مسلمين ومسيحيين، ومقدّساتهم؛ تأتي في إطار سعي حكومة الاحتلال الفاشية المحموم، لتهويد المدينة المقدّسة.
ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق شعبنا ومقدساتنا، داعية كذلك كنائس العالم إلى مقاطعة هذا الاحتلال العنصري الفاشي