شبكة قدس الإخبارية

اعتقلته السلطة والاحتلال وعاد من الموتِ ليقاوم.. عن الشهيد محمود السعدي

اعتقلته السلطة والاحتلال وعاد من الموتِ ليقاوم.. عن الشهيد محمود السعدي
نداء بسومي

جنين- قدس الإخبارية: مع غروب شمس أمس الثلاثاء 19 سبتمبر\أيلول 2023، اكتشف المقاومون في مخيم جنين، وحدة خاصة تسللت لأزقة المخيم، فأسندت الوحدة التي فشلت في تخفيها تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال ووقع الاشتباك بين الجنود والمقاومين. 

من بين المقاومين، لاحت بارودة شابٍ في مقتبل العمر، أطلقت رصاصها نحو جنود الاحتلال وجرافته وآلياته، فجنّ جنون المقتحمين، وانهالوا من طائراتهم المسيرة بالقصف على ساحة المخيم ومنزلٍ محاصر ومأذنة مسجد، فسددت البارودة رصاصها من جديد، وكان الشهيد محمود السعدي. 

الشهيد محمود السعدي ابن 23 عامًا، عاد من الموتِ مرةً بعد أن أصيب رفقة صديقه محمد أبو الصباح في فبراير\شباط الماضي، بإصابة خطيرة، فارتقى رفقيه شهيدًا، بينما عاد هو من الموت ليكمل المقاومة.

قبل لحظات من تشييعه، تقول والدته لـ "شبكة قدس" إن ابنها سار على درب رفاقه وأصحابه، نجا من الموت في وقت سابق، فقابل الشهادةً مقاومًا يوم أمس. 

كان يحبه الجميع، تروي والدته، وودع كثيرًا من رفاق دربه شهداء، وطلب الشهادة ليجتمع بهم، حتى نالها.

وليس الاحتلال وحده من سعى خلف السعدي وبارودته، فكان للسلطة الفلسطينية نصيبٌ من مطاردته، وليست المطاردة فحسب، بل والاعتقال لـ 75 يومًا في سجونها، والتهمة: المقاومة.

في مقابلة سابقة أجرتها "شبكة قدس" مع السعدي، بعد الإفراج عنه من أريحا، قال الشهيد إنه تعرض لتعذيب وضرب وشبحٍ وسوء معاملة في أريحا، لأنه حصل على سلاحٍ لمقاومته. 

أساؤوا معاملته، قيدوا يديه، كما يروي، ضيقوا عليه في صلاته وطعامه وحركته في زنزانته، لكنه عادً مقاومًا، فشهيدًا. 

ارتقى محمود السعدي، مساء أمس الثلاثاء 19 سبتمبر\أيلول 2023، وقد كتب في صفحة حياته، أنه كان أسيرًا محررًا من سجون الاحتلال، وقد قضى مدة عامين خلف القضبان، ثم مقاومًا، فمعتقلًا لدى السلطة الفلسطينية، فمطاردًا، فجريحًا، فشهيدًا.