بيروت - قُدس الإخبارية: بعد اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعظم لبنان، واحتلاله للعاصمة بيروت وإخراج المقاومة الفلسطينية، بعد معارك طاحنة خاضتها مع الإسرائيليين وحلفائهم، كان وزير الحرب حينها أرئيل شارون يستعد بمساعدة عملائه للانقضاض على المخيمات الفلسطينية، لتحقيق هدفه بطرد كل الفلسطينيين من لبنان، وإجبارهم على النزوح إلى الأردن، من أجل إقامة دولة فلسطينية هناك، وتصفية القضية نهائياً.
في مثل هذا اليوم، من شهر سبتمبر 1982، بدأ عملاء الاحتلال من ميلشيا القوات اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي، باقتحام صبرا وشاتيلا، بإشراف ومساعدة جيش الاحتلال الذي كان يتمركز حول المخيم، وتنفيذ مجزرة من أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ المعاصر.
لأكثر من 36 ساعة أمعن القتلة ذبحاً بالمدنيين وقتلاً واغتصاباً، واستيقظ العالم بعد انتهاء المجزرة على جثث مكدسة في أزقة المخيم.
خلال المجزرة، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز في المنطقة، مئات قنابل الإضاءة كي لا يتوقف الذبح ليلاً، ووفروا للقتلة جرافات كي يخفوا الجثث الذين ذبحوهم.
بعد انتهاء المجزرة وانسحاب القتلة، تمكن صحفيون أجانب من الدخول إلى المخيم، وشاهدوا حجم الجريمة التي ارتكبها عملاء الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
لم تتوقف المذبحة بحق أهالي المخيم، عند المجزرة بل اعتقلت الميلشيات العملية بمساعدة جيش الاحتلال آلاف اللبنانيين والفلسطينيين وقتلت عدداً منهم بعد اعتقالهم، وتم دفنهم في أماكن مختلفة بلبنان.
سنوات مرت على المجزرة، لكن الجرح الذي خلقته في قلوب الاف الفلسطينيين يبقى حاضراً، يحكي عن معاناة شعب مظلوم تلاحقه المجازر في المنافي التي أجبرته النكبة على النزوح إليها.