بيروت - قُدس الإخبارية: تواصلت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان، للأسبوع الثاني على التوالي وسط دعوات للتدخل لوقفها في ظل ارتفاع أعداد الضحايا.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، إن عدد قتلى الاشتباكات المستمرة منذ أسبوع بلغ 15 قتيلاً كما أصيب أكثر من 150 آخرين، بجروح مختلفة.
وذكرت أن الاشتباكات اندلعت بعنف على جميع محاور المخيم، حتى ما بعد منتصف الليلة الماضية، وتوقفت على محور حي حطين - جبل الحليب في الجهة الجنوبية من المخيم، واستمرت متقطعة على محور البركسات - الطوارئ في الجهة الشمالية منه.
وأشارت إلى "استخدام أنواع جديدة من القذائف المدفعية والصاروخية" خلال الاشتباكات.
وقالت إن النيران اندلعت في عدة منازل في المخيم، جراء سقوط قذائف عليها، واستمر نزوح العائلات هرباً من الاشتباكات بين أزقة المخيم ومنازلهم.
وقال تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في لبنان، في بيان صحفي، إن "مجموعة خائنة تخترق الأمن الوطني اغتالت قائدنا العسكري خالد أبو النعاج بمخيم عين الحلوة، حيث تم الغدر به أثناء الحفاظ على الأمن وتثبيت الاستقرار، وهذه المجموعة مرتبطة بأجندات خارجية وتسعى لإجهاض كل محاولات التهدئة، ومجموعاتنا ردت على مصادر النيران"، حسب وصفه.
ودعت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس إلى وقف الاشتباكات، في المخيم، وأكدتا أن "الاقتتال ضد إرادة الشعب الفلسطيني، ولا يخدم إلا العدو الصهيوني والمشاريع المشبوهة التي تستهدف المخيمات الفلسطينية، من أجل شطب قضية اللاجئين، وتمرير مشاريع التهجير والتوطين المرفوضة جملة وتفصيلاً".
وقالت الحركتان خلال اجتماع بين الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة ووفد من حماس: "استمرار الاشتباكات يستهدف الحالة الوطنية الفلسطينية في المخيمات، ويستهدف الأمن والاستقرار في لبنان، ويضر بالمصلحة الوطنية والقضية الفلسطينية".
وشددت حماس والجهاد على "أن ضرورة توقيف المتورطين في الجرائم، وتسليمهم إلى الجهات اللبنانية المختصة لا يبرر ما يجري من تهديد للسلم الأهلي في المخيم والجوار، ولا يمكن أن يكون على حساب مخيماتنا وشعبنا وأشقائنا اللبنانيين".
وفي السياق، أفاد المسؤول الاعلامي في حركة فتح يوسف الزريعي في اتصال مع الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن "مواقع فتح تعرضت لهجوم من قبل القوات الإرهابية ما اضطر عناصرنا للرد عليها، ولا سيما عند محور جبل الحليب - حطين ومحور التعمير - البركسات"، حسب تعبيره.
وأضاف: "لم يحصل أي تقدم لكلا الطرفين على المواقع التابعة لهما، ما يجري ليس بعملية عسكرية لفتح انما صد هجوم الجماعات الإرهابية".
وتابع: "ساعة الصفر بالنسبة لفتح لم تتحدد بعد، فالحركة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه اليوم في السراي الحكومي لجهة إعطاء مهلة زمنية لهذه المجموعات الارهابية والضغط عليها من قبل القوى الإسلامية وحركة حماس من أجل تسليم المطلوبين في عملية اغتيال العميد الشهيد أبو أشرف العرموشي ورفاقه".
واعتبر أن "هناك قراراً إقليميا خارجياً حرض على إشعال فتيل الفتنة داخل المخيم لتنفيذ المشروع التدميري والتهجيري ضد شعبنا"، وأضاف: كما قال المشرف العام على الساحة اللبنانية في حركة فتح عزام الأحمد أن الأجهزة اللبنانية رصدت اتصالات من جهة خارجية تحرض على اشعال فتيل الفتنة في عين الحلوة.
وقال: "الحل يكون من خلال عملية لبنانية فلسطينية، ونحن كحركة فتح وقوى فلسطينية اتفقنا مع الدولة اللبنانية على إعطاء مهلة زمنية لن تكون طويلة من أجل ان يسلم هؤلاء المجرمون أنفسهم، وفي حال لم يتم تسليمهم فسيكون هناك كلام آخر".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، اجتمع مع مسؤولين في الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية، في قصر السراي الحكومي، أول أمس، وتعهد بوقف الاشتباكات، واعتبر أن "تدخلات خارجية هي من تشعل فتيل الفتنة"، حسب وصفه.
وأضاف: أمس جرى اتصال من استخبارات دولة أجنبية في داخل لبنان مع هؤلاء حول الوضع، للتحريض وتقديم اغراءات خدم للبرنامج، و"إسرائيل" ليست بعيدة عما يدور، وحتى الوضع الداخلي اللبناني والقوى المستفيدة من هذا الفراغ ومن الأزمة السياسية والاقتصادية أيضا لا تريد الخير للبنان بل الفوضى، ولكننا نثق بحكمة القيادة اللبنانية وقدرتها على التصدي لمثل هذه المحاولات وسنكون الى جانبها".
وكشف أن "لجنة التحقيق التي شُكّلت في قضية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي أنهت أعمالها وحددت أسماء المتهمين".
وفي وقت سابق، عقدت حركتا فتح وحماس اجتماعاً في السفارة الفلسطينية، في بيروت، للبحث في تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم، وأكدتا على "ضرورة وقف الحملات الإعلامية، وتأكيد قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالتزام تثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المطلوبين، والعمل على تسهيل عودة المهجّرين إلى منازلهم، والإسراع في إخلاء المدارس لإعادة إعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى".