شبكة قدس الإخبارية

عن فشل الاحتلال في جنين... كيف كسرت المقاومة أهداف الحملة العسكرية؟

مخيم جنين.JPG
هيئة التحرير

 

جنين - خاص قدس الإخبارية: انتهت جولة جنين التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في هذا المخيم دفاعًا عنه أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي كما لم يخطط الأخير، حيث تلقت المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ضربة جديدة.

وخلافًا للاستعدادات والخطط التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة العام للدخول إلى المخيم الذي لا تتعدى مساحته 1 كيلو متر والقضاء على حالة المقاومة الموجودة هناك واغتيال المقاومين واعتقال البعض الآخر.

وللمخيم تجربة مؤثّرة في الضفة الغربية عمومًا، على مستوى الوعي وعلى المستوى اللوجستي كذلك، وقد ظلّت مشهديات المقاومة تتكرّر من جنين، حتّى قبل تشكّل الحالة الراهنة، كما في حالة الشهيد حمزة أبو الهيجا، أحد القادة الميدانيين لكتائب القسّام، والذي استشهد في اشتباك مسلّح في 22 آذار/ مارس 2014، والقائد في كتائب القسّام أحمد نصر جرار الذي استشهد في 6 شباط/ فبراير 2018 في اشتباك مسلّح بعد سلسلة عمليات واشتباكات قتل في أحدها الحاخام "رزئيل شيبح".

ومنذ معركة "سيف القدس" عام 2021، شكّل المخيم شرارة الانطلاق للمقاومة في الضفة الغربية بشكلها المنظَّم المعلَن، بعد الإعلان عن تشكيل" كتيبة جنين" المحسوبة على سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قبل أن تلحق بها كتائب القسام ومجموعة أخرى محسوبة على كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.

أما الاقتحام الأخير فجاء ليعكس الفشل الإسرائيلي الميداني والعمليات المتتابع في المشهد الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، إلى جانب وجود حالة من النضج التكتيكي والعملياتي في أداء المقاومة الفلسطينية.

فشل إسرائيلي..

في السياق، يقول الكاتب والباحث ثامر سباعنة إن الاحتلال فشل بشكلٍ واقعي في عمليته الأخيرة ضد جنين ومخيمها سيما وأن الأهداف المعلنة لعمليته لم يحقق أي منها سواء على صعيد قتل المقاومين أو اعتقالهم والوصول إليهم.

ويضيف سباعنة لـ "شبكة قدس" أن الصورة الوحيدة التي خرج الاحتلال بها من جنين هو حجم الدمار الهائل الذي تركز في المخيم فقط، وهو ما يعكس عدم قدرة الجيش والمنظومة الأمنية والعسكرية على تحقيق الأهداف.

ويشير الكاتب والباحث إلى أن جنين سبق وأن كانت نموذج لبقية المناطق في الضفة الغربية المحتلة من خلال انتقال بعض المجموعات والكتائب إلى نابلس وأريحا وبعض القرى والمدن الأخرى، وبعد هذه العملية سيكون هناك انتقال لمناطق أخرى.

ويرى سباعنة أن ما حققته المقاومة في سيف القدس عام 2021 كان له الأثر فيما جرى بالضفة وما حصل في جنين الآن سيكون له أثر لاحقاً على سير العمل المقاوم ككل في ساحة الضفة الغربية والقدس المحتلتين ومواجهة الاحتلال.

في المقابل، يعتقد أن الاحتلال سيأخذ أساليب جديدة في جنين والضفة الغربية، خلال الفترة المقبلة في ظل فشل جميع الأساليب والتكتيكات التي اتبعها من أجل محاولة الوصول إلى المقاومين أو اعتقالهم واغتيالهم ضمن مساعيه للقضاء على حالة المقاومة.

الفشل الأكبر.. 

بدوره، يؤكد الكاتب والباحث في الشأن السياسي ساري عرابي على أن ما حصل في جنين يعكس حالة الفشل الذريع من قبل المستوى الأمني والسياسي والعسكري الإسرائيلي حيث يعتبر ما جرى فيها من أكثر العمليات فشلاً من الناحية التاريخية.

ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن الاحتلال الإسرائيلي حشد ألوية متعددة لهذه العملية واستعان بفرق من "الشاباك" ووحدات المظليين والنخبة والطيران ثم كانت النتيجة النهائية لكل هذا الحشد "صفر" حيث لم يحقق الاحتلال أي إنجاز.

ويشير إلى أن المقاومين نجحوا في الانسحاب بشكل تكتيكي أحبط مخططات الاحتلال فيما خاض من بقوا اشتباكات ملحمية مع الاحتلال أفشلت جميع خططه في مسافة لا تتجاوز 1 كيلو متر مربع وقد تكون هذه من أفشل العمليات الإسرائيلية التي سيكون لها تداعيات على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

في الوقت ذاته، يعتقد عرابي أن لهذه الجولة تداعيات وانعكاسات ستكون على المستوى الفلسطيني أبرزها ازدياد حالة التعبئة والإلهام بشكل أكثر خلافاً للإرادة الإسرائيلية من وراء هذه العملية التي أرادت كي الوعي الفلسطيني.

ويوضح الكاتب والباحث في الشأن السياسي أن تجربة جنين سبق وأن تم استنساخها في عدة مناطق كعقبة جبر التي شكلت مفاجأة صادمة للاحتلال، بالإضافة لنماذج في طولكرم ونابلس ممثلة في عرين الأسود، وقد يكون هناك حالة استنساخ جديدة في المستقبل لما حصل في المخيم.

ويردف: "الاحتلال الإسرائيلي سوف يفكر مرتين قبل أن يشن حملة جديدة على جنين، لكن في المقابل سيكون هناك دراسة على المستوى الخططي والعملياتي للأخطاء التي وقع فيها في جنين ولن يكون متسامحاً مع حالة المقاومة في الضفة".

 جنين.. أيقونة فكرية 

في السياق، يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد إن مخيم جنين أصبح أيقونة فكرية للعمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة وهو ما انعكس على فكرة وجود عمليات من مناطق أخرى ومدن غير جنين خلال الآونة الأخيرة.

ويوضح أبو عواد لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال خرج من مخيم جنين كما خرج منه في المرات السابقة دون تحصيل أي من الأهداف والخطط التي أراد تحقيقها فهو لم يقضِ على المقاومين أو يفرغها من السلاح أو يعتقل أي منهم.

ويشير الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن لهذه العملية تداعيات وتأثيرات على المستوى الإسرائيلي الداخلي وعلى مستوى العمل المقاوم في الضفة الغربية خلال الفترة المقبلة من ناحية تمدد الحالة واتساعها.

#مخيم_جنين #اجتياح_جنين #انتصار_جنين