جنين - خاص قدس الإخبارية: شرع الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين 3 يوليو 2023، في تنفيذ عملية عسكرية مركزة تستهدف البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة بعد فترة من التهديد والتسريب بشأن ذلك.
العملية العسكرية جاءت بعد اتهامات لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتخاذل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية المحتلة في ظل تصاعد العمليات وتطور العمل العسكري على صعيد صناعة العبوات الناسفة وبداية تصنيع الصواريخ بشكلٍ بدائي ومحلي.
وخلافًا لكل التسريبات فإن الاحتلال الإسرائيلي ركز في عمليته على مخيم جنين بشكلٍ أساسي مع استثناء شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث يتضح أن الاحتلال يميل للعمليات العسكرية المركزة خشية من انفجار المشهد وخروجه بشكلٍ كامل عن السيطرة.
وتبدو الحسابات الإسرائيلية في هذه العملية دقيقة للغاية في ظل الاشتباكات العنيفة والقوية مع المقاومين في مخيم جنين وتكبده خسائر واضحة المعالم، فضلاً عن التهديدات العلنية التي أطلقتها المقاومة في غزة والرسائل التي نقلت للوسطاء.
في هذا السياق، يقول الكاتب والمختص في الشأن السياسي ساري عرابي، إن الاحتلال عمل خلال الفترة الماضية على شن مجموعة من العمليات العسكرية التي يمكن تسميتها بأنها واسعة إلى حد ما مثل الحصار الطويل على نابلس وأريحا وجنين.
ويضيف عرابي لـ "شبكة قدس" أن جنين ونابلس شهدتا في بعض المرات اقتحامات واسعة أسفرت عن ارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء، وهو ما يندرج جميعه في إطار الإجراءات الموضعية بحيث يتم استهداف منطقة بطريقة مركزة لوقت معين.
ويوضح الكاتب والباحث في الشأن السياسي أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فضلت هذه الإجراءات لفترة معينة لكن يبدو أن ذلك لم يجدِ نفعاً في حالة جنين وهو ما دفعها للوصول إلى خيار العملية العسكرية الحالية بحيث تكون إجراءاتها أكثر من الإجراءات السابقة لكنها تبقى أقل من عملية السور الواقي.
ويتابع قائلاً: "هذه العملية الحالية لا تصل إلى السور الواقي لكون مناطق "أ" لم تعد موجودة من الناحية العملية فضلاً عن عدم مشاركة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في التصدي للاقتحامات كما حصل عام 2002 وبالتالي نحن نتحدث عن عملية عسكرية واسعة بالنسبة للعمليات السابقة ولكنها أقل بكثير من السور الواقي".
ويرجح عرابي في حديثه أن تستمر هذه العملية لعدة أيام قليلة وبشكل محدود، إلا لو لجأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لتوسيعها في حال حصول سيناريوهات غير متوقعة بالنسبة لها، إلا أن الاحتلال غير معني بذلك مرحلياً بشكل أكبر حتى لا تتضرر السلطة وتندمج الجماهير بشكل أكبر.
ويرى الكاتب والباحث في الشأن السياسي أن حالة جنين تعكس حجم الثقل والأثر على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي اضطرت لاتخاذ إجراء واسع من هذا النوع كون المؤسسة الإسرائيلية تعتقد أن الوقت لم يعد في صالحها.
ويستكمل قائلاً: "الفلسطينيون تمكنوا من خلق هذه الحالة في ظل التحديات الصعبة والخانقة التي تمر بها الضفة الغربية المحتلة، والتي هددت الاحتلال، نحن نتحدث عن مواجهة غير متكافئة وهو أمر مفهوم، لكن هذه المواجهة ستضع قوى المقاومة أمام رؤية جديدة بصورة تناسب بيئة وطبيعة الضفة".
بدوره، يؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي محي الدين نجم، أن الاحتلال منذ أكثر من عام وهو يحضر لهذه العملية العسكرية في مخيم جنين إلا أن هذه الحملة لن تأخذ وقتاً طويلاً لأن هناك استنزافا حقيقيا للاحتلال والدليل على ذلك حجم التعزيزات العسكرية وحجم المجزرة التي ارتكبها فهو استهدف البشر والحجر والمساجد والطواقم الطبية والمراكز.
ويقول نجم لـ "شبكة قدس" إن "الاحتلال غير قادر على الوصول إلى أهدافه الحقيقية التي وضعها، وهو كما يدعي يريد استعادة الهدوء وقوة الردع لكن لا أتوقع أنه يحقق هذا الهدف لأنه سبق وأن جرب هذا الأمر عام 2002 حينما دمر 60% ثم عادت المقاومة.
ويشير إلى أن الفلسطينيين اعتادوا على مثل هذه المجازر، في ضوء ما يقوم به الاحتلال من عمليات تصفية واستهداف في المخيم منذ بداية العملية العسكرية فجر الإثنين، إضافة لوجود زخم شعبي يعطي مساندة وقوة للمقاومين.
ويلفت إلى أن المقاومة الفلسطينية تعلمت من التجارب السابقة التي خاضتها سواء في جنين أو غيرها من مناطق الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن تجربة قطاع غزة، وهو ما يكسبها استفادة ميدانية يجعلها تطور من أدائها بشكلٍ دائم.