غزة - خاص قدس الإخبارية: تستعد الكتل الطلابية في قطاع غزة وبالتوافق بين الفصائل الفلسطينية للإعلان عن جدول زمني خاص بإجراء انتخابات مجالس الطلبة للمرة الأولى بشكل توافقي منذ سنوات طويلة بعد أن كانت تتم بشكل لا يشمل جميع الكتل الطلابية.
وخلال الفترة الماضية أعلنت حركة حماس جاهزيتها لإجراء الانتخابات على مبدأ التمثيل النسبي في مختلف الجامعات الفلسطينية في غزة، بعد سنوات من تعثر إجراؤها، فيما فتحت هذه الدعوة الباب أمام تحركات تقودها جهات حقوقية ومؤسسات المجتمع المدني للتوافق مع الفصائل على تنفيذ الانتخابات.
وكثفت الأطر الطلابية في الأيام الأخيرة من لقاءاتها من أجل وضع النقاط الأخيرة على مسودة اتفاق إجراء الانتخابات في مختلف الجامعات والكليات في القطاع، على أن يرفع الأمر فيما بعد للهيئات والمرجعيات السياسية الفصائلية ليدخل حيز التنفيذ.
بدوره، يقول مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" في غزة جميل سرحان إن الهيئة المستقلة عقدت سلسلة من اللقاءات مع قيادات الفصائل الفلسطينية بدون استثناء، لمعرفة مواقفها بشأن انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية.
ويضيف سرحان لـ "شبكة قدس" إن اللقاءات شملت جميع القيادات حيث رحب جميعهم بفكرة الانتخابات وأبدوا استعدادات لتقديم كل التسهيلات لإجراء انتخابات ديمقراطية فيما أصدروا توجيهات للكتل الطلابية التابعة لهم بضرورة أن يبدأو بحوار جدي لعملية الانتخابية.
ويشير إلى أنه فور الاجتماعات التي جرت مع الفصائل الفلسطينية تم عقد لقاءات مع الكتل الطلابية منفردة، وكانت القناعة بعد اللقاء مع جميع الكتل بأن هناك توجهات وإرادة جدية للعمل من أجل إجراء الانتخابات وأحيل بعدها الموضوع بأكمله إلى سكرتارية الأطر الطلابية التي تضم ممثلين عن كافة الأطر الطلابية.
ووفق سرحان فإن النقاشات تواصلت بشكل شبه يومي خلال الشهور الثلاثة الأخيرة ما بين تبادل مقترحات وما بين تقديم ملاحظات وما بين نقاشات كاملة توصلوا إلى إنجاز مسألتين، المسألة الأولى ورقة متعلقة بضمان الحريات لضمان إجراء انتخابات ديمقراطية داخل الجامعات بالإضافة إلى مسودة نظام انتخابي متوافق عليه واتفقوا في هذا النظام على إجراء الانتخابات وفق مبدأ التمثيل النسبي.
ولم ينفي مدير الهيئة المستقلة في قطاع غزة وجود عدد من الاختلافات، لكن هذه الاختلافات بصراحة لا تغير ولا تؤثر على جدية النقاشات، وإجراءاتها إضافة إلى ملاحظة وجود نقاشات فاعلة وجدية من الجميع منذ بداية العام مما يدلل أن هناك نية صادقة عند الجميع لاجراء الانتخابات وإزالة كل العقبات.
ويلفت إلى أن سكرتارية الأطر الطلابية عقدوا جلسة في الهيئة المستقلة لوضع اللمسات الأخيرة على نظام انتخابي وورقة الحريات، حيث سيباشروا على الفور فترة تمهيدية من الآن وحتى الفصل الثاني من العام الدراسي الجديد الذي يكون في بداية عام 2024.
ويوضح سرحان أنه وخلال هذه الفترة ستعمل الجامعات جميعها على تعديل نظامها الانتخابي على اعتبار أن الانتخابات ليست بقرار الطلبة فقط، فيجب أن تبدأ إجراءات الجامعات على مستوى مجالس الأمناء لتعديل النظام الانتخابي و إجراؤها خلال النصف الأول من عام 2024.
وكشف مدير الهيئة المستقلة في غزة عن اجتماع سيجري عقده الأسبوع المقبل مع أعضاء المكتب السياسي في كل تنظيم بالإضافة للجنة المركزية من أجل وضعه في صورة التطورات والبدء وإياهم في الإجراءات العملية للتنفيذ وبالتدابير اللازمة لتسهيل هذه الإجراءات.
ووفق سرحان فقد تم طلب عقد لقاء مع رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار ومسؤول حركة فتح وعضو لجنتها المركزية أحمد حلس الأسبوع المقبل، على أن يتبعها اجتماعات مع مسؤولي في الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية من أجل إجراء الانتخابات.
ويرى مدير الهيئة المستقلة في غزة أن إجراء الانتخابات الخاصة بمجالس الطلبة في غزة قد يسهم لاحقًا في إجراء مناقشات خاصة بإجراء انتخابات المجالس البلدية على مستوى القطاع.
في السياق، يؤكد منسق جبهة العمل الطلابي المحسوبة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أدهم بارود أن هناك مساعٍ لإحداث اختراق في بعض الملفات التي تواجه بعض الإشكاليات وفي حال تعذر ذلك سيتم إحالة الملف إلى المرجعيات السياسية لحسم هذه الملفات.
ويقول بارود لـ "شبكة قدس" إن الأطر الطلابية تناقشت فيما بينها في ملف الحريات ومواعيد الانتخابات حيث تم التوافق على إجرائها في العام الدراسي القادم وتحديدًا في الفصل الدراسي الثاني من أجل أن يكون الفصل الأول مرحلة أمام الأطر الطلابية التي تعاني من التضييق.
ويضيف: "ستكون هذه الفترة بمثابة مرحلة أمام الأطر في بعض الجامعات التي تشهد إطلاق يد بعض الأطر والتضييق على أطر طلابية أخرى كما يحدث في جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية، وستكون فترة الشهور الستة القادمة بمثابة فترة انتقالية للانتخابات".
ويشير بارود في تصريحاته إلى أن هناك توافق بين الكتل الطلابية على أن تتم الانتخابات وفق مبدأ التمثيل النسبي مع وجود بعض النقاط الخلافية التي يجري العمل على حلها كنسبة الحسم، والمجالس مع وجود مجالس طلبة وطالبات في بعض الجامعات، إضافة لبعض النقاط الإجرائية المتمثلة في الجهة المخولة في الرقابة والإشراف على الانتخابات.
ويرى منسق جبهة العمل الطلابي أن بعض الكتل الطلابية ترى أن إدارات الجامعات غير مؤتمنة حاليًا للإشراف على الانتخابات على اعتبار أن لها مرجعيات سياسية وكان الطرح بأن يكون هناك لجنة تتشكل من الأطر الطلابية ومؤسسات المجتمع المدني والحقوقية.
إلى ذلك، يشدد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف على أن الحكومة مع إتمام الانتخابات بكل تفاصيلها، مع الإشارة إلى كون انتخابات مجالس الطلبة هو شأن داخلي للجامعات الفلسطينية.
ويقول معروف لـ "شبكة قدس" إنه في اللحظة التي يتم التوافق فيها لعقد الانتخابات داخل الجامعات ستسهل الجهات الحكومية كل العقبات أمام إجرائها في قطاع غزة.
أما فيما يخص الانتخابات المحلية، فذكر قائلاً: "كان هناك إعلان واضح وتواصل مع لجنة الانتخابات المركزية في هذا الشأن ونحن جاهزون وتجربة النقابات التي تتم بشكل دوري تعكس ذلك، إضافة لحالة الحرية السياسية الموجودة داخل قطاع غزة التي تتم فيها عملية انتخابات النقابات أكبر شاهد ودليل على هذا الأمر".