غزة - قُدس الإخبارية: أكد مسؤول العلاقات العسكرية، في كتائب القسام، وعضو المجلس العسكري فيها أيمن نوفل على أن التنسيق والعمل المشترك بين الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة وصل إلى "مرحلة متقدمة".
وقال نوفل، في لقاء مع "الجزيرة نت"، إن الفصائل وصلت إلى "مستوى جيد ومتقدم من العمل المشترك والمنسق" في مواجهة التحديات والمخاطر التي تفرضها المواجهة مع جيش الاحتلال.
وأكد أن من ثمار هذا التنسيق والتطوير عليه هو الوصول إلى مرحلة "لا يمكن فيها الإقدام على الحرب والمواجهة إلا بقرار موحد وجماعي ومدروس، يراعي مراكمة القوة وتسديد ضربات مُوجعة للعدو، واختيار توقيت المعركة ومكانها وشكلها وأدواتها"، كما جاء في الحوار.
وكشف القائد في القسام عن تشكيل "لجان فاعلة ودائمة" في مختلف المجالات تجمع فصائل الغرفة المشتركة، بينها لجنة خاصة مشتركة لــ"تقدير الموقف" تضم ممثلين عن أعضاء الغرفة من الأجنحة العسكرية، بالإضافة للجان أخرى للعمليات والتدريب، وكذلك اللجنة الإعلامية.
وأشار إلى أن العمل المشترك بين الفصائل لم يبدأ فقط مع "غرفة العمليات المشتركة"، التي انطلقت بشكلها الحالي، عام 2018، بعد مسيرات العودة.
ومن بين الخطوات لتوحيد العمل العسكري المقاوم، كشف نوفل أن عدد الحالات العسكرية في قطاع غزة قبل تشكيل "الغرفة المشتركة" كان يزيد على 40، والآن أصبح 10 أجنحة عسكرية لكل منها مرجعيته السياسية، في إطار "مساعي توحيد العمل العسكري في ظل بيئة حكومية وشعبية حاضنة للمقاومة"، حسب تعبيره.
وقال إن الفصائل المنضوية في الغرفة المشتركة هي: كتائب الشهيد عز الدين القسام، وسرايا القدس، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وكتائب المقاومة الوطنية، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المجاهدين، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب شهداء الأقصى- لواء الشهيد نضال العامودي، وكتائب الشهيد جهاد جبريل، بالإضافة إلى كتائب الأنصار.
وأشار إلى أن قيادة الغرفة تسعى لــ"استكمال ضم وتوحيد 3 حالات عسكرية متبقية لم تشملها المعالجات الأولى لأسباب مختلفة، بحيث تصبح الغرفة إطارا جامعا لكل الفصائل والحالات والمقاتلين بلا استثناء"، حسب وصفه.
ومن بين الميزات التي يوفرها العمل العسكري المشترك، ذكر نوفل "توفير منظومات القيادة والسيطرة، وتعزيز الاتصال بين مكونات الغرفة في الأوقات الاعتيادية وفي حالة الحرب، وتقديم تقديرات الموقف العملياتي والاستخباري، والتشارك في جانب الدعم اللوجيستي والتسليح وفق آليات محددة، والتقدم بخطوات عملية ومثمرة نحو توحيد المعارف العسكرية للوصول لحالة فهم مشترك وخلفية معرفية عسكرية وأمنية موحدة".
وكشف أن قيادة الغرفة المشتركة في سياق سعيها لتطوير "الخبرات العسكرية" لدى قادة الميدان، في فصائل المقاومة، ألحقت عدداً منهم للدراسة في "أكاديمية فلسطين العسكرية" التابعة لكتائب القسام، بالإضافة للمناورات المشتركة تحت عنوان "الركن الشديد"، خلال السنوات السابقة.
وفي السياق، ذكر القائد في القسام أن الغرفة تقوم بمهمة أخرى وصفها بأنها "ذات أهمية كبيرة"، وهي تنظيم العلاقات مع الجهات الحكومية في قطاع غزة، في ظل وجود آلاف المقاتلين من كافة الفصائل وعشرات المواقع العسكرية.
وتعليقاً على المعركة الأخيرة مع الاحتلال، قال نوفل إن الاحتلال أراد "الاستفراد بسرايا القدس في المعركة الأخيرة من خلال تركيز الاستهداف بالاغتيال على قيادة السرايا، وعلى رأسهم القائد خليل البهتيني أحد قادة الغرفة المشتركة، وكذلك القادة جهاد الغنام، وطارق عز الدين، وحسن غالي، وأحمد أبو دقة، وإياد الحسني".
وأضاف: الغرفة المشتركة كسرت هدف العدو بالاستفراد وإغلاق ملف العملية من ساعاتها الأولى، وقمنا فورا في قيادة الغرفة بالتشاور مع قيادة سرايا القدس التي استلمت الراية من بعد القادة الشهداء، ومن خلال إدارة المعركة وإطالة أمد الرد والتحكم الصامت بمجريات المواجهة بشكل مدروس وتوافقي.
وتابع: فاجأنا العدو، وأوصلنا له رسائل مباشرة وغير مباشرة بأنّ المعركة ستأخذ منحنى خطيرا، فأصبح العدو في مأزق ميداني وسياسي، فلا هو قادر على توسيع العدوان بشكل صارخ يعلم معه أن المقاومة ستُضاعف تفعيل قوتها، ولا هو قادر على تحمل الاستنزاف لفترة أطول، وبالتالي سقط تدريجيا الهدف الذي خطط له.
وأكد نوفل على قاعدة "عدم السماح للعدو بالاستفراد بأي ساحة أو جبهة من جبهات المواجهة"، وقال: ينبغي على شعبنا وقواه الحية أن تأخذ زمام المبادرة لإفشال العدو في الاستفراد بأي منطقة أو مكوّن، والنهوض لبعثرة أوراقه وقلب الطاولة عليه.
وحول سياسة الاغتيالات، أضاف: الاغتيالات لم توقف يوما في مسيرة شعبنا ومقاومته، وهي سياسة قديمة حديثة لم تزد يوما مقاومتنا إلا قوة وإصرارا واشتعالا، والتاريخ والحاضر يثبت ذلك ويؤكده، والمقاومة تعرف طريقها جيدا نحو تذكير هذا العدو على الدوام، بأنه سيظل -رغم امتلاكه لكل أدوات القتل والإرهاب- ضعيفا مهزوزا فاشلا أمام إرادة مقاومتنا وإصرارها.
وتابع: اعتقدت هذه الحكومة أنها نجحت في اغتيال بعض قادتنا وإخواننا بالغدر والعدوان، ففي انتظارها ما يسوء وجهها ويكسر عنجهيتها من أبطال شعبنا ومقاوميه في كل ساحات الوطن وجبهات المقاومة إن شاء الله.
وتعليقاً على شعار "وحدة الساحات"، شدد على أن "غزة ومقاومتها هي رأس الحربة في هذا التوجه"، وأوضح: أكبر دليل على ذلك أن الغرفة المشتركة كانت حاضرة بقوة في معركة "سيف القدس المباركة" عام 2021، والتي أكدت بوصلة شعبنا ومقاومته ضد كيان العدو.
ويرى نوفل أن "معركة تحرير فلسطين تحتاج إلى حشد الطاقات وتوحيد الجهود"، وقال: في القلب من هذا المحور وهذه الساحات القدس والأقصى، إذ هو القبلة والهدف والمحرّك الأساسي لفعلنا المقاوم، ومن هنا نشأ "محور القدس" للتأكيد أنّ القدس هي المعركة.
وتابع: تتسع الدوائر من حول القدس من فلسطين المحتلة عام 48، مرورا بالضفة الغربية وغزة وأطراف محور المقاومة، وصولا إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، ولكل دور مهم وواجب. وغزة بمقاومتها وغرفتها المشتركة، هي الذراع الطولى والسيف المشرع والدرع المتين لهذه الساحات بقرارها الوطني المبادر والقوي.