فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: ما زالت نتائج عملية الشهيد المصري، محمد صلاح، تتكشف ليس على مستوى مادي أو معنوي فقط، بل في جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يحصي أضرار "الفشل العملياتي" المركب الذي لحق بقواته خلال التعامل مع الفعل الفدائي، الذي استمر لعدة ساعات يوم السبت الماضي.
في البداية، فشلت استخبارات الاحتلال في معرفة إمكانية حدوث عملية من الحدود المصرية - الفلسطينية، في أوج الاستنفار على جبهات أخرى، ثم في إخفاق منظومات الرقابة والاستشعار عن بعد في كشف تحرك الشهيد محمد صلاح باتجاه السياج الفاصل.
الفشل طال أيضاً انتشار قوات الاحتلال المكلفة بالمنطقة، في ميدان العمليات، وفي الاستجابة السريعة للحدث بعد مقتل الجندي والمجندة اللذين فقد الاتصال بهما لساعات، ثم دخول الشهيد محمد صلاح إلى مسافة في الأراضي المحتلة وإعداده كميناً في وقت مريح مفتوح نسبياً، دون أن تتمكن قوات الاحتلال من الوصول إليه، إلا بعد الاستعانة بطائرات الاستطلاع.
الاخفاق طال أيضاً سلاح الجو الذي يعتبره الاحتلال من أهم الأسلحة الاستراتيجية لديه، إذ فشلت المروحيات في الوصول إلى المكان في الوقت المناسب، وهذا ربما ينعكس على التنسيق بين الأسلحة في البر والجو.
الشهيد محمد صلاح لم يكن يحمل خلال تنفيذ العملية سوى المصحف، والبندقية، و6 مخازن من الرصاص لكنه تمكن من إيقاع إصابات قاتلة في صفوف قوات الاحتلال، حتى بعد أن حاصرته بكل ما تملكه من إمكانيات.
ووجهت أوساط أمنية وعسكرية في دولة الاحتلال انتقادات أيضاً لمسؤول القوة التي تحركت لمحاصرة الشهيد صلاح، قبل أن يقتل أحد جنودها ويصيب آخرين، بسبب استعجاله في خوض الاشتباك مما أحدث ارتباكاً في صفوف القوة ومنح الجندي المصري فرصة تحقيق إصابات فيها.
هذا الفشل العملياتي المركب دفع المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى إعادة التحذير من "ضعف أداء القوات البرية"، وقال إن على "إسرائيل أن تفحص الوضع داخل المنزل قبل أن توجه التهديدات لإيران"، في إشارة إلى الخلل البنيوي المستمر منذ سنوات في عمل الوحدات البرية.