شبكة قدس الإخبارية

انتخابات مجالس الطلبة في فلسطين

01485.JPG
حسام الدجني

 

حققت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة المقاومة الإسلامية حماس فوزاً خلال شهر مايو في أكبر الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، وأكثرها تجسيداً لمؤشرات تحاكي الأوزان الحزبية على الأرض، جامعتي النجاح وبيرزيت.

شهد يوم 16/5/2023م عرساً ديمقراطيًّا طال غيابه منذ ستة عشر عاماً في جامعة النجاح، بلغت نسبة المشاركة فيه 69.8%، كانت النتائج على النحو التالي: الكتلة الإسلامية التي خاضت الانتخابات تحت مسمى "كتلة فلسطين المسلمة" حصدت 40 مقعدًا، أما الكتل الأخرى التي خاضت الانتخابات، فهي: "الشبيبة الفتحاوية"، الذراع الطلابية لحركة فتح، وحصدت 38 مقعدًا، و"جبهة العمل التقدمي"، الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحصدت 3 مقاعد، و"تحالف القطب الديمقراطي" ولم تحصل على أي مقعد.

الانتخابات الثانية التي حدثت كانت في جامعة بيرزيت، ووصلت نسبة المشاركة فيها إلى 77%، والنتائج جاءت على النحو الآتي: حصلت كتلة الوفاء الإسلامية "الذراع الطلابية لحركة حماس" على25 مقعداً بمجموع 4481صوتاً، وحصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات "الذراع الطلابية لحركة فتح" على 20 مقعداً بمجموع 3539صوتاً، وحصل القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي "الذراع الطلابية للجبهة الشعبية" على المرتبة الثالثة؛ حاصلاً على 6 مقاعد بمجموع 1076 صوتاً، ولم يحصل اليسار الموحد على أي مقاعد.

يتساءل كاتب المقال: ما أسباب فوز الكتلة الإسلامية، ودلالاته؟ ولماذا لم تُجرَ الانتخابات في جامعات قطاع غزة؟

أولاً- أسباب الفوز ودلالاته السياسية:

لا شك أن الانتخابات النقابية والطلابية تعكس الأوزان السياسية للفصائل الفلسطينية، ولكن ليس بشكل مطلق، فقد يصوت البعض لمن يقدم خدمات أفضل دون النظر للأيديولوجيات الحزبية والفصائلية.

1- أسباب الفوز، لمعرفة الأسباب لا بد من استكشاف ما حصل خلال العام الماضي من أحداث سياسية غيرت المزاج العام في الضفة الغربية، وهي:

 

- انسداد الأفق السياسي، وتصاعد المقاومة بالضفة وزيادة حاضنتها الشعبية ينعكس على السلوك التصويتي للطالب في كلا الجامعتين.

- مظاهر المسلحين وإطلاق النار في الهواء بكثافة في ظل الاقتحامات المتكررة لمناطق الضفة، وصعوبة توفر السلاح والرصاص للمقاومين في عرين الأسود وكتيبة جنين وغيرها من الكتائب والخلايا، تدفع الطلبة للتصويت ضد هذا السلوك.

- ممارسات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، ولا سيما الاعتقالات السياسية بحق الطلبة تؤثر على حظوظ حركة الشبيبة في تحقيق الفوز في غالب الأحيان.

· على الرغم من امتلاكها السلطة والمال، إلا أن قيادة حركة فتح قصرت بقطاع الشبيبة، ولم توفر له سبل الدعم اللازم لخدمة الطلبة.

ثانياً- دلالاته السياسية:

يخدم هذا الفوز حركة حماس وبرنامجها السياسي، لأن له أكثر من دلالة ورسالة أسردها على النحو الآتي:

- رسالة للإقليم وللمجتمع الدولي بقوة حضور حركة حماس بالشارع الفلسطيني، وأن كل ما دفع من أموال لإقصاء الحركة فشل، وهذا قد يؤثر على صانع القرار الغربي في المستقبل القريب تجاه حماس، إذ بات احتواء حماس والانفتاح عليها أقل تكلفة من عزلها.

- رسالة لرئيس السلطة محمود عباس ولحركتي فتح وحماس بأن النظام السياسي الفلسطيني لن يكتب له النجاح بدون الحركتين، وعليه لا  بد من الوحدة وإنهاء الانقسام.

- رسالة لـ(إسرائيل) بفشل كل محاولات الاعتقال والاغتيال والترهيب التي تستهدف حماس بالضفة.

- الخيار الديمقراطي هو أقصر الطرق لحسم الخلافات، وعليه لابد من عقد الانتخابات النقابية والطلابية في كل الوطن، وعلى قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وصولًا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني حسب ما هو متفق عليه بالقاهرة، وهذا ما يعيدنا إلى الجزء الآخر من تساؤل المقال، وهو: لماذا لم تُجرَ الانتخابات في جامعات قطاع غزة؟

هذا السؤال وجهته قبل سنوات للقيادي في حركة حماس باسم نعيم، وأفادني بأنه لا مانع من طرف حماس لإجراء الانتخابات في جامعات قطاع غزة، وأن المعيق كان حركة فتح، ولكني لا أجد أكثر وضوحاً من تصريحات عضو المكتب السياسي في حركة حماس زكريا أبو معمر، وتلاه تصريحات لعضو المكتب السياسي ومسئول النقابات في حركة حماس د. سهيل الهندي لراديو علم التابع لجامعة الخليل، والذي أكد المؤكد بقولهما: تعالوا الآن وقبل نهاية عام 2023، ولتبدأ الانتخابات في الجامعة الإسلامية على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وهو النظام الانتخابي الأنسب لتعزيز العمل المشترك.

رد على تصريحات قيادات حركة حماس الناطق باسم حركة فتح منذر الحايك قائلاً: " حركة فتح جاهزة للعمل مع الجميع، والاتفاق على جدول زمني لإجراء الانتخابات في النقابات والجامعات والبلديات، وممارسة الديمقراطية في جميع المؤسسات وصولاً للانتخابات العامة، وفي مقدمتها القدس عاصمة دولة فلسطين".

وفقاً للتصريحات السابقة من أكبر فصيلين تكون الكرة الآن في ملعب الجامعات الفلسطينية وطلبتها، وعلى الجميع العمل لإنجاح العرس الديمقراطي في جميع ربوع الوطن، وصولاً إلى انتخابات شاملة تعيد الاعتبار للنظام السياسي الفلسطيني.

#انتخابات مجالس الطلبة