شبكة قدس الإخبارية

باحث إسرائيلي: "إسرائيل" داخل مصيدة استراتيجية نصبتها لها حركة حماس

2c4f913848b4d63e8ed4ed1f19d66098
هيئة التحرير

 

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: حذرت جهات إسرائيلية من فقدان الرؤية الإستراتيجية لدى الاحتلال الإسرائيلي في تعامله مع القضية الفلسطينية، ومع قطاع غزة على وجه الخصوص.

ويرى الباحث في قسم الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب ميخائيل ميليشتاين أن حركة حماس تبدو اليوم كلاعب شطرنج مركّب، في الوقت الذي تبدو فيه إسرائيل كلاعب "سكواش" منشغل بالرد على الكرات التي تُطلق في اتجاهه وفي خطوات تكتيكية.

ويقول ميليشتاين إنه كان من المفترض أن تبشرنا نهاية شهر رمضان وفترة الأعياد بانخفاض التوتر الأمني الذي كان سائدًا خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن عملياً- كما انعكس في التصعيد الحالي- لا يزال التوتر الحالي مستمرًا، وفي إطاره يبرُز الدور المركزي الذي تقوم به "حماس" لتأجيج الأمور، والدفع للتصعيد ضد "إسرائيل".

 ويرى أن نظرة واسعة إلى السنوات الماضية الأخيرة تظهر مسارًا إستراتيجيًا، يحاول من خلاله الخصوم القيام بإنجازات إستراتيجية بسبب انشغال الاحتلال بالأزمة الداخلية التي لا تنتهي؛ إذ تبدو حركة "حماس" المحلل الأسرع والأكثر فاعلية للواقع، وتغدو الرابح الأكبر منه.

وبحسب ميليشتاين الذي تحدث في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية، فإن شهر رمضان الأخير كان أحد أشهر رمضان في السنوات الثلاث الأخيرة التي استغلّتها الحركة جيداً منذ سنة 2021 بهدف إلحاق الضرر "بإسرائيل"، ومضاعفة قوتها الجماهيرية والعسكرية، بالإضافة إلى فرض قواعد اللعبة وتنفيذ المبادئ الأيديولوجية للتنظيم، وعلى رأسها المقاومة. 

ويلفت إلى أن هذا كلّه يحدث من دون أن تدفع "حماس" ثمنًا كبيرًا على شكل معركة صعبة مع إسرائيل.، ففي معركة سيف القدس بادرت الحركة إلى إطلاق الصواريخ من غزة عقب التوتر في القدس، وفي الوقت نفسه، نجحت الحركة في إثارة الشارع الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948.

وبعد عام من ذلك، قرّرت حماس- بعد أن حصلت على "تسهيلات" مهمة بالنسبة لها- أن تُبقي على غزة خارج المواجهة، لكنها في المقابل ساهمت في تحريض جبهات القدس والضفة والمجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل.

ووفق الباحث الإسرائيلي فإن العام الحالي شهد افتتاح الحركة جبهة جديدة من جنوب لبنان، وهذا بالإضافة إلى جهود دفع المقاومة في الضفة الغربية، والسماح بإطلاق صواريخ متقطّعة من غزة، كما قرّرت المشاركة في إطلاق النار عقب استشهاد القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان.

 ويستنتج ميليشتاين أن "حماس" تُدير معركة متعددة الأبعاد ضد إسرائيل، الموجودة في أزمة داخلية متصاعدة، وتُدار على يد حكومات عمرها قصير، ولا تستطيع صياغة إستراتيجيا بعيدة المدى، لذلك تُدير الصراع بصورة تكتيكية بالأساس. 

ويرى أنه في صُلب السياسة الإسرائيلية، هُناك طموح للمحافظة على الهدوء في الجبهات المتعددة، ولقتال كلّ واحدة من أذرع "حماس" منفردة، من دون التعامل مع التحدي التنظيمي الذي يفرضه التنظيم.

ويرى الباحث الإسرائيلي ميليشتاين أن التفاهمات في غزة موجودة في صُلب المصيدة الإستراتيجية التي تعيشها إسرائيل، ففي إطارها، يتم منح تسهيلات مدنية، وعلى رأسها خروج العمال، في مقابل هدوء، وبفضله، تتعاظم قوة “حماس”، وذلك في الوقت نفسه الذي تدفع فيه الحركة بعمليات ضد إسرائيل في جبهات غير غزة.

 

#حماس #المقاومة #القسام