وفد بهذا المستوى من قيادة حركة حماس يزور السعودية ليس فقط من أجل أداء العمرة رغم أهميتها من عبادة وخاصة في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل، ولكن لهذه الزيارة دلالات كثيرة سيتم الكشف عنها لاحقا بعد أن تنتهي خاصة أن الوفد استقبل بشكل رسمي عالي المستوى.
هذه الزيارة في دلالتها الأولى تقول: إنها زيارة ذات أهمية ومعنى كبير بعد هذه السنوات الطوال من الاضطراب الذي أصاب العلاقة بين حماس والنظام السعودي. النظام السعودي يبدو أنه يريد أن يلعب دورا سياسيا ويسعى إلى قيادة المنطقة بعد تراجع من كان يقود، وهذا من حق النظام السعودي اللعب بشكل أكبر في الساحة السياسية العربية والإقليمية بعد حالة التغير في البيئة السياسية العالمية، وسعي البعض لتبادل الأدوار وايجاد مساحة للشراكة بعد سنوات طوال من السيطرة الأمريكية على مجريات السياسة العالمية .
يبدو أن بيئات سياسية جديدة باتت تتشكل، وأقطاب تريد أن يكون لها دور في اللعب على ساحة السياسة العالمية والدخول لتكون قطب يحاول أن يوازي القطب الأمريكي، ولذلك شاهدنا التقارب السعودي الإيراني والذي قادته الصين، الأمر الذي قد يترتب عليه تسوية كثير من الاشكاليات القائمة في اليمن والصراع في سوريا .
تحرك حماس في هذه البيئة المتغيرة يؤكد على أن حماس باتت تلعب دورا جيدا في الساحة السياسة على مستوى الإقليم، ويبدو أن هذه السياسة في طريقها للنجاح، ومحاولة لجعل القضية الفلسطينية الرابح الأكبر من هذا التشكل والتقارب، وإنهاء الخلافات بين دول لها وزنها وقدرتها في التأثير .
زيارة حماس للأراضي السعودية خطوة مهمة نحو إعادة البوصلة في الاتجاه الصحيح بعد سنوات التيه التي عاشتها القضية الفلسطينية، وسيكون على أجندة الزيارة كثير من الموضوعات والقضايا المركزية بعيدا عن الأمور الصغيرة هنا وهناك .
هذه الزيارة سيكون لها ما بعدها وستشكل أول الطريق نحو ترتيب المنطقة والإقليم التي نأمل أن يصب في صالح القضية الفلسطينية، وهذا سيسجل نجاحا لحماس على مستوى الاقليم بالإضافة إلى النجاح الذي حققته على مستوى الساحة الفلسطينية والتي باتت تشكل إزعاجا كبيرا للكيان الصهيوني، وقد يكون هذا النجاح في الساحة الفلسطينية هو من سيقود لتحقيق النجاح على مستوى الإقليم .