عمان - قدس الإخبارية: "شعب القدس يا أحرار إلنا الأقصى مهما صار"، "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، بتلك الهتافات وغيرها كسر العشرات من الشبان الأردنيون حاجز الصمت في حي الرابية، غرب عمّان، كاسرة قواعد اللعبة في تلك المنطقة التي تقع فيها سفارة الاحتلال الصهيوني في العاصمة الأردنية عمّان.
وبدأت فصول، مساء الثلاثاء، 4/4/2023، وبعد انتصاف الليل، وفي ذات الوقت الذي توجت خلاله لجنة مهندسون من أجل فلسطين والقدس إنجازها في المرحلة العاشرة من حملة "فلنشعل قناديل صمودها" بجمع أكثر من نصف مليون دينار أردني لترميم بيوت البلدة القديمة للقدس، اقتحمت قوات شرطة الاحتلال الصهيوني باحات ومصليات المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين في المسجد بطريقة وحشية.
تداولت مختلف المجموعات الشبابية لقطات اقتحام الأقصى والمشاهد المؤلمة المنقولة من هناك، وبالتزامن مع تفجر أكثر من نقطة مواجهة واشتباك مع الاحتلال في الضفة الغربية، وقصف المقاومة الفلسطينية لمستوطنات غلاف غزة بالصواريخ، أطلقت مجموعات شبابية مختلفة في الأردن دعوات للتوجه الفوري نحو مسجد الكالوتي القريب من سفارة الاحتلال الصهيوني في عمّان.
وجاء في الدعوات "جيب سجادة صلاتك وصلي القيام والفجر في مسجد الكالوتي، وبالفعل وفي تمام الساعة الثانية ونصف من فجر يوم الثلاثاء تجمع العشرات من الشباب في ساحة المسجد، ولكن هذه المرة كان المشهد مختلفاً.
توجه العشرات من الشباب بشكل مباشر إلى أقرب نقطة من سفارة الاحتلال الصهيوني في عمّان، ووسط غياب التواجد الأمني الأردني المعتاد تمكن الشبان من الوصول إلى نقطة لا تبعد سوى أمتار قليلة من سفارة الاحتلال وصلوا ركعتي قيام ليل في المنطقة، تحت عنوان (صلاة الاعتكاف العظيم)، لتهرع مختلف الأجهزة الأمنية الأردنية للمكان وتخلي المنطقة إلى ساحة الاعتصام المعتادة بالقرب من مسجد الكالوتي.
وتعقيباً على الحدث، تمكن مراسل قدس الإخبارية من إجراء مقابلة مع أحد المشاركين في المسيرة، والذي فضل عدم الكشف عن هويته، وقال في تصريحه: "نوجه رسالتنا للمرابطين في الأقصى ونؤكد لهم أننا نقف معهم، ونؤكد أنّ الشعب الأردني هو جزء لا يتجزأ من أصحاب هذه القضية، وسنبقى مدافعين عن فلسطين والأقصى بكافة الوسائل المتاحة.
وأضاف: "خرجت دعوات شبابية فور اقتحام الأقصى لأداء (صلاة الاعتكاف) أمام مسجد الكالوتي، فأدينا الصلاة أمام المسجد وتوجهنا مباشرة باتجاه سفارة الاحتلال الصهيوني، ووصلت المسيرة الشعبية لأقرب نقطة من السفارة، بمسافة لا تتجاوز الـ 50 متر".
وختم كلامه قائلاً: "نؤكد أننا سنقف بكل ما أوتينا من قوة نصرة للمرابطين في الأقصى، ولكل المقاومين في فلسطين من نهرها إلى بحرها، ونؤكد رفضنا لكافة معاهدات واتفاقيات (السلام) مع الاحتلال، ولن تذهب دماء الشهداء هدراً، وسنبقى على عهدنا ثابتين".