فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: التحول "الاستراتيجي" الذي أحدثته هبة الكرامة التي اندلعت في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، تزامناً مع معركة "سيف القدس"، في أيار/ مايو 2021 دفع المستويات الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال إلى صياغة مجموعة من الخطط لمواجهة أي حدث مماثل في المستقبل.
صحيفة "هآرتس" كشفت في تقرير أن جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" والشرطة وضعوا خطة لمواجهة أي هبة أو انتفاضة، في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، على غرار الأحداث التي صاحبت معركة "سيف القدس"، ووصلت إلى مناطق بقيت "هادئة" في المفهوم الأمني الإسرائيلي منذ عام النكبة.
التقرير يكشف أن الخطة تتضمن استخدام قوات احتياط من جيش الاحتلال خلال أية مواجهة، في الداخل الفلسطيني المحتل، وتقاسم الأدوار مع الشرطة وجهاز "الحرس الوطني" الذي حصل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غبير، على قرار لإقامته.
ومن المقرر أن تتولى شرطة الاحتلال وجهاز "الحرس الوطني"، في أية معركة مستقبلية، مسؤولية المواجهة في المدن التي يعرفها الاحتلال بأنها "مختلطة" مثل حيفا ويافا وعكا واللد والرملة والنقب، إذ يعيش فيها نسبة من الفلسطينيين بالإضافة للمستوطنين.
وفقاً للخطة فإن مهمة قوات الاحتياط في جيش الاحتلال، خلال المعركة، ستكون تأمين الحركة في الشوارع القريبة من القرى العربية في الداخل المحتل، ويتذرع الاحتلال أن جهاز الشرطة لا يملك العناصر الكافية لتحقيق هذه المهمة، خاصة أنها فقدت السيطرة في عدة مناطق خلال هبة الكرامة، في أيار/ مايو 2021، وطلبت مساعدة جيش الاحتلال وميلشيات المستوطنين.
وذكرت "هآرتس" أن أجهزة أمن الاحتلال قدَرت ضمن الخطة الحاجة إلى نشر 16 كتيبة من قوات المشاة من الاحتياط، ضمن خطة المواجهة، وأشارت في هذا السياق إلى جهاز "الحرس الوطني" الذي وصفته بأنه ميلشيا عسكرية ستسخدم في "حالات الطوارئ"، حسب وصفها، أي لقمع الفلسطينيين في الداخل المحتل.
ومنذ "سيف القدس" طرحت المستويات السياسية والأمنية في دولة الاحتلال والمراكز البحثية والاستراتيجية الإسرائيلية سيناريوهات مختلفة للتعامل مع حدث مماثل، قد يكون أشد خطورة خاصة مع سيناريو اندلاع حرب على أكثر من جبهة في وقت واحد، وهو ما يؤشر إلى تحول "استراتيجي" كبير في التعامل مع الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948.