فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: أطلقت عائلة الأسير وليد دقة وفعاليات سياسية وحقوقية حملة للمطالبة بالضغط على الاحتلال للإفراج عنه، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل كبير، خلال الأيام الماضية.
وليد دقة المصاب بسرطان في النخاع الشوكي نقل إلى المستشفى، قبل أيام، بعد تدهور وضعه الصحي كما أكدت عائلته وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.
محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، كريم عجوة، قال إن وليد يمر بحالة غير مستقرة ناتجة عن التهاب رئوي حاد، وأشار إلى أن الأسير يعاني أيضاً من آلام الظهر والقدمين وإرهاق وهزل عند التحدث.
وفي سياق متصل، دعا مجلس منظمات حقوق الإنسان إلى الدعم الواسع لقضية الأسير وليد دقة، ووفقاً للتقرير الذي أعدته مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان، تبين أنه يعاني من مرض التليف النقوي (تليف نخاع العظم Myelofibrosis)، الذي يعتبر نوعاً غير شائع من سرطان نخاع العظم، ويتسبب في تعطيل إنتاج الجسم لخلايا الدم بصورة طبيعية، واستفحل المرض لديه لدرجة خبيثة تبلغ مقدار خطورتها 3 درجات فوق عتبة الخطر (7 DIPSS).
ويؤكد التقرير أن دقة بحاجة لزراعة نخاع شوكي، الأمر الذي قد يتعذّر إجراؤه في سجون الاحتلال؛ لما يتطلبه من إجراءات طبية صعبة ومعقدة، إذ تعد هذه العملية من أصعب العمليات الطبية وأكثرها تعقيدًا، ويجب أن يبقى المريض في مكان نظيف وغير ملوث وفيه رعاية صحية عالية جدًا من أجل ضمان سلامته بعد إجراء العملية.
ويضيف التقرير أن وليد أصيب وليد بجلطة أدت لانتفاخ رجله وسببت له الآمًا حادة في الجهة اليسرى من صدره، ورغم ذلك لم تقم إدارة سجن عسقلان بنقله على الفور للمستشفى وأبقت عليه لحين موعده مع طبيب الدم بعد نحو 10 أيام، علمًا أن عيادة السجن شخصت حالته الطبية حينها بالجلطة.
وتابع: أصيب بعدها دقة بجرح في لسانه سبب له نزيفًا حادًا ورغم هذا كله ماطلت إدارة السجن في علاجه مرة أخرى. وبحسب ملفه الطبي، فإن وليد فقد من وزنه نحو 10 كيلو في آخر شهر ونصف فقط، وبحسب زوجته سناء سلامة فإن وليد بدأ يعاني في آخر أسبوعين من التهاب رئوي حاد، وفي هذه المرة أيضًا تجاهلت إدارة السجن التدهور في صحته، ولم تخرجه إلى المستشفى رغم كل الأعراض التي بدت عليه إلا بعد زيارة المحامية والضغط من أجل إخراجه الى المستشفى.
وفي رسالة من داخل سجون الاحتلال، قال الأسير رائد عبد الجليل المحكوم بالسجن المؤبد: ها هي الأخبار تتوارد عن تدهور الحالة الصحية للمناضل والقائد الوطني والمفكر والأديب الأسير وليد دقة، الذي ما برح وهو يدق على مدار ٣٧عاماً جدران الخزان بجسده وبروحه وبقلمه الذي تفجر فكراً وادباً فصهر قضبان زنزانته ليصنع منها درعاً وحصوناً لوعينا وانتماءنا الوطني.
وأضاف: 37 عاماً ووليد دقة يحارب ويقاتل ويدافع عن تلك القيم والمبادئ الثورية والوطنية التي آمن بها، فأقام لنفسه حصناً منيعاً ودرعاً لم تستطع كل أدوات الاحتلال الأمنية والفكرية أن تصهر وتخترق إرادته أو فكره، فوعي وليد لم ينصهر في أفران الموت الصهيونية، بل هو من صهر وكوى وعيهم بالحياة والأمل، وبميلاد ميلاد توج أعظم انتصاراته على دولة الموت.
وتابع: بعد 37 عاماً، داخل السجن وبعد أن اثقل جسده وصحته بما لا طاقة لها به، انهارت كل دفاعات جسده، واحترقتها الآلام واستوطنت الأمراض والاوجاع بكل أنحاء جسمه النحيل، ومرة أخرى يقف وليداً وحيداً يصارع مرضه لايخفف عنه سوى امرأة ً حولها الحب والوفاء لجيش من العطاء، يقاتل وليد بلحمه الحي وروحه الصافية ليس عن جسد أسير بل عن وعي وإرادة شعب تحصن في روح وليد.
وفي رسالة للفصائل والمؤسسات والشعب الفلسطيني: الآن وبعد أن سمعنا كل تلك الأخبار والتي تمهد لما هو أخطر وافجع والذي نخشى أن نقوله:ماذا نحن فاعلون؟ وهل ستنتظرونه وتعدون علينا أيامه الأخيرة كما فعلتم مع ناصر أبو حميد، وأمجد السايح، وسامي أبو دياك وغيرهم؟
وقال: الآن جاء دوركم يا ابناء شعبنا الكبير قبل الصغير لتحرروا ما بقي حياً من جسد وليد، فوليد لا يريد دعائكم بل يريد شيئاً من عمره ينثره عطراً في أثير ضحكات ميلاد وورداً تحت أقدام زوجته سناء.
اعتقل الاحتلال الأسير وليد دقة في 25 مارس/آذار 1986 وصدر بحقه حكمًا بالسجن المؤبد، تم تحديده لاحقًا بالسجن لمدة 37 عامًا، وكان من المقرر الإفراج عنه يوم 24 آذار/ مارس 2023، إلا أن الاحتلال أضاف في العام 2018 عامين على حُكمه بموجب لائحة اتهام واهية.
الأسير دقّة كاتب ومفكر وأحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، أنتج خلال مسيرته الطويلة في الاعتقال العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن، ومن أبرز ما أصدره صهر الوعي وحكاية سرّ الزيت، وحكاية سرّ السيف، والزمن الموازي.