الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: زاد جيش الاحتلال في الأسابيع الماضية من استخدام سلاح "الكمائن" لاستنزاف خلايا المقاومة، التي تنشط في استهداف قواته ومواقعه العسكرية في الضفة المحتلة.
قرب حاجز صرَة غرب نابلس، كمنت قوة من لواء "جولاني" في جيش الاحتلال على سطح منزل، كما أفادت مصادر محلية، وأطلقت النار تجاه خلية للمقاومة تضم أربعة مقاومين استشهد ثلاثة منهم واعتقل رابعهم، كما أعلن الاحتلال.
في بيانه، زعم جيش الاحتلال أن قوة "جولاني" نفذت "نشاطاً استباقياً" أي أنها وفقاً لهذا البيان نفذت كميناً لاغتيال أو اعتقال خلايا المقاومة، التي نفذت عدة عمليات إطلاق نار في المنطقة.
الأسبوع الماضي، استشهد ثلاثة مقاومين من مجموعات جبع في سرايا القدس بعد استهدافهم من قوة خاصة لجيش الاحتلال، خلال نشاطهم المقاوم في البلدة، وقبل أسابيع أيضاً استشهد المقاومان أمجد خليلية وعز الدين حمامرة من مجموعات جبع في كمين على طريق الفندقومية بعد أن نفذا عملية إطلاق نار، وفي نابلس استشهد المقاوم سائد الكوني بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال في كمين خلال مشاركته في عملية للمقاومة.
يحدد رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، أفيف كوخافي، عدة أدوات واستراتيجيات في الحرب على مجموعات المقاومة بينها تعزيز الانتشار العسكري على نقاط التماس بين الضفة والأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة لتكثيف النشاط الميداني في محيط المستوطنات والمواقع العسكرية، تزامناً مع شن عمليات في عمق البلدات والمدن الفلسطينية لتصفية أو اعتقال قادة وكوادر المقاومة.
يعتمد الاحتلال في الكمين أساساً على فكرة "الصدمة"، إذ تعمل القوة المكلفة به على الخروج للمجموعة المستهدفة من مكان "لا تتوقعه" غالباً، في ظل الجهد الاستخباراتي على مدار الساعة الذي تبذله مخابرات الاحتلال المعززة بأنظمة تجسس ورقابة عالية الدقة.
هذا التكتيك قديم في الحرب بين المقاومة وقوة الاحتلال التي استخدمته في مختلف محطات المواجهة، سواء خلال مرحلة العمليات الفدائية قبل وبعد حرب 1967 أو في مواجهة العمليات في الأرض المحتلة أو خلال مرحلة احتلال لبنان أو في الحروب على غزة، إلا أن المقاومة نجحت في كثير من المواجهات في تحويل كمائن الاحتلال إلى "كمين مضاد" يقع فيه الجنود بنيران المقاومين.
ويمكن قراءة قدرة المقاومة على التفلت من كمائن الاحتلال هو في عودة معظم الخلايا سالمة إلى مواقعها، بعد عمليات إطلاق النار، التي تصاعدت في الشهور الماضية.
لكن الواقع الذي تفرضه القوة التي يملكها الاحتلال و"التعلم المستمر" الذي تمنحه إياه المؤسسة الكبيرة التي يعمل من خلالها لقهر الفلسطيني، يقول إن المقاومة بحاجة أيضاً للتعلم من التجارب بإسناد من الحاضنة الشعبية التي لا يتوقف دورها على الدعم والتأييد، بل قد تصبح في مراحل معينة أداة في كسر كمائن الاحتلال، من خلال أدوات الرقابة البسيطة والاتصال والتواصل التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي.
في مختلف محطات المواجهة مع الاحتلال، طور الشعب الفلسطيني أدوات مختلفة لإحباط كمائن الاحتلال، بعضها تجاوزه الزمن نتيجة تغير الظروف، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل "التلغرام" الذي يوفر مساحة من التواصل السريع، قد تساهم في توفير منظومة مراقبة فورية ترصد كل تحرك لقوات الاحتلال.
محللون ومختصون أشاروا إلى ضرورة كسر "النمطية" خلال العمل العسكري للمقاومة، في استهداف مواقع الاحتلال، الذي كثف مؤخراً من الكمائن قرب المواقع والحواجز التي يتوقع استهدافها من قبل المقاومين، في ظل منظومات الرصد التي يملكها وتوفر لها إمكانية كشف أي مساعي من جانب المقاومة للوصول إلى المواقع التي يتحصن جنوده فيها.