القدس المحتلة - قدس الإخبارية: احتشد عشرات الفلسطينيين والمتضامنين، صباح اليوم الاثنين 23 يناير 2023، في تجمع "الخان الأحمر" البدوي شرق القدس المحتلة، ردًا على دعوات المستوطنين لاقتحامه والمطالبة بتهجير أهله.
وتوافد الأهالي إلى الخان الأحمر وسط حضور مكثف للعلم الفلسطيني، لمواجهة دعوات اقتحامه من قبل أعضاء في كنيست الاحتلال ومطالبات تهجير سكانه، مؤكدين على تشبثهم بأرضهم وتمسكهم بترابها.
وأوضح رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد جهالين أن هذه الفعالية التضامنية بسبب دعوات بن غفير واليمين المتطرف لإزالة هذه القرية.
وقال جهالين إن كل الشعب الفلسطيني متواجد اليوم في القرية حتى حمايتها من بن غفير وقطعان المستوطنين.
وأكد "إننا باقون في أرضنا، ولن نذهب إلى مكان ولن نهاجر ولن نغادر، وباقون فيها ما بقي الزعتر والزيتون، هذا حقنا وهذه أرضنا".
وقال أحد المشاركين من الأهالي: "سنبقى أبناء فلسطين مدافعين عن أرضنا، ولن نقبل أن تداس أرض الحرية من قبل الاحتلال ومستوطنيه".
وكان وزير الأمن القومي للاحتلال "إيتمار بن غفير" طالب، أمس الأحد، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإخلاء وهدم تجمع "الخان الأحمر".
واستعرض بن غفير استعرض ما وصفه بالبناء غير المرخص للفلسطينيين في المناطق المصنفة "ج" في 5 مواقع، وطالب بإخلائها ردا على إخلاء بؤرة استيطانية أقامها المستوطنون يوم الجمعة الماضي.
ويعد مخطط تهجير سكان الخان الأحمر جزءا من مشاريع الاحتلال الهادفة إلى تهويد القدس وتهجير سكانها لصالح الاستيطان، ليصل عددهم إلى أقل من 20% من سكان المدينة.
ويحيط بالخان الأحمر عدد من المستوطنات، حيث يقع التجمع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاحتلالي المسمى بـ(E1)، والذي يتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية؛ بهدف ربط مستوطنة “معاليه أدوميم” مع مدينة القدس.
وفي أيلول/ سبتمبر 2018، أصدرت محكمة الاحتلال "العليا" قراراً نهائياً بهدم وإخلاء الخان الأحمر، بعد رفضها التماس سكانه ضد إخلائهم وتهجيرهم وهدم التجمع المكوّن أغلبه من خيام ومساكن من الصفيح.
وكان الباحث المقدسي فخري أبو دياب قال إن بن غبير الذي يحمل أفكار متطرفة وفاشية تجاه الفلسطينيين والعرب عموماً، يريد أن يطرد العرب جميعاً من الأراضي الفلسطينية لتصفية هذا الوجود في فلسطين ومن القدس تحديداً، وبما أنه استلم منصبا يستطيع من خلاله تجسيد أفكاره على أرض الواقع، فإنه سيحاول طرد المقدسيين بعدما فشل ووجد صعوبة في تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
واستدرك في حديثه أن بن غبير سيحاول تحقيق إنجازات مثل طرد تجمعات فلسطينية من أماكن تواجدهم مثلما يحدث مع الخان الأحمر، لإرضاء الذين انتخبوه، ولو كان ذلك على حساب طرد الفلسطينيين من منازلهم، لذلك يستغل وجود أوامر قضائية لطرد المقدسيين من منازلهم وإخلائها، وسينتقل بعد الخان الأحمر إلى بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى ومن ثم حي الشيخ جراح.
وتوقع أبو دياب أن يكون هناك تضييق خناق أكثر على الخان الأحمر وبلدات وأحياء مقدسية أخرى وسيتزامن ذلك مع وجود استفزازات من قبل المستوطنين وضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق مآربهم وأهدافهم.
ويرى زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية أن قضية الخان الأحمر، هي القضية المطروحة دائماً على أجندة الاحتلال وحكومته لتنفيذ قرارات المحاكم بشكل سياسي، بمعنى أن لم يوجد قرار بتوقيف أو منع الاعتداء على أهالي الخان الأحمر حيث بقي قرار الإخلاء موجود دائماً، واليوم المطالبة التي طالب بها بن غبير كانت مربوطة بتفكيك البؤرة الاستيطانية العشوائية الأسبوع الماضي.