فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: أزمة سياسية جديدة قد تعصف بالاستقرار في دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت بعد صعود "الصهيونية الدينية"، في انتخابات "الكنيست" الأخيرة ثم تولي قادتها مسؤوليات أمنية وسياسية حساسة، وتصاعدت خلال الساعات الماضية في التصريحات المتبادلة بين قادة الحكومة والمعارضة.
الحدث الذي فجر هذه الاتهامات المتبادلة كان محاولة أحد أنصار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دهس مؤيدين للمعارضة خلال تظاهرة لهم في مدينة بئر السبع المحتلة.
وفي بداية الأزمة، صرح تسفيكا فوغل من حزب إيتمار بن غفير بأنه يجب اعتقال يائير لابيد وغانتس ويائير غولان وموشيه يعالون بــ"تهمة خيانة لإسرائيل"، حسب تعبيره، وقال: "إنهم أخطر الناس ويتحدثون عن الحرب ضدنا، إنهم يعاملوننا كعدو، هذه خيانة لإسرائيل وهذا مبرر لاعتقالهم".
تهديدات فوغل شجعت نائب الوزير في مكتب رئيس حكومة الاحتلال، ألموغ كوهين على التهديد باعتقال قادة المعارضة قائلاً: "إذا لم يتوقف لابيد وغانتس عن التحريض ضد الحكومة، والرغبة في إراقة الدماء، فسيتم اعتقالهم ويكبلوا بالأصفاد".
رئيس حكومة الاحتلال السابق، يائير لابيد، قال بعد هذه الحادثة لنتنياهو: "في بلد ديمقراطي لا يتم دهس الجمهور، ولا الدوس على نظام القضاء، لقد أصبحت رئيس حكومة ضعيفًا يرتجف خوفًا من شركائه المتطرفين، إنهم لا يحسبون لك حسابا، ويقودون دولة إسرائيل إلى الانهيار".
وكان لابيد صرح في وقت سابق: "هكذا تنهار الديمقراطية في يوم واحد، يقول بن غفير إنهم سيستخدمون شاحنات رش المياه ضد متظاهرينا، وعضو الكنيست فوغل يقول إنه يجب إلقاء القبض علينا أنا وغانتس ووضعنا في السجن بتهمة الخيانة، وفي بئر السبع يحاولون دهس طلابنا لأنهم يحتجون ويمارسون حقهم في حرية التعبير - لن ندعهم يدوسوننا نحن وبلدنا الحبيب".
وبعد تصريحات لابيد، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "في بلد ديمقراطي صحيح لا يتم اعتقال قادة المعارضة، ولكن أيضا لا يتم نعت وزراء الحكومة بالنازيين، ولا يتم تحريض الجمهور لتنفيذ أعمال شغب وعنف".
ورد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير على تصريحات لابيد قائلاً: "لا يا يائير، تنهار الديمقراطية عندما يتمرد رؤساء الحكومات السابقون على الحكومة الحالية، ولا يقبلون خيار الشعب، ويريدون القيام بثورة في إسرائيل".
حملة التصريحات شهدت مشاركة وزير جيش الاحتلال السابق، موشيه يعلون، أحد المعارضين للحكومة الحالية الذي وصف إيتمار بن غفير بـــ"الكهاني الذي أدين بدعم الإرهاب"، وقال إنه "يستمر في ترديد الأكاذيب" واعتبر أن "إسرائيل في زوبعة بسبب حكومة إجرامية فاشية فاسدة".
وهدد يعالون بـ"الخروج في احتجاجات لوقف هذا الجنون"، حسب وصفه، وهي الدعوة التي تتوافق مع دعوات أخرى أطلقتها شخصيات من المعارضة الإسرائيلية بينها الوزيرتان السابقتان في حكومة الاحتلال ميراف كوهين وميراف ميخائيلي، وانضم وزير جيش الاحتلال السابق بيني غانتس إلى هذه الدعوات وقال في تصريحات صحفية خلال الأزمة: "أناشد كل من تعتبر الديمقراطية الإسرائيلية مهمة بالنسبة له، أن يواصل النضال من أجلها بكل الطرق القانونية والديمقراطية، سنفعل ذلك بلا عنف وبلا تحريض ولكن بلا خوف… يا نتنياهو، إسرائيل ليست بحاجة لاستمرار التحريض.
وزير جيش الاحتلال الحالي، يوآف غالانت، أكد على "خطورة الموقف"، قائلاً: "أدعو الجميع، في اليمن واليسار لتهدئة الوضع، نحن ندخل منطقة خطرة جراء التصريحات، حتى في أوقات الجدل المحتدم، فإن دور القادة هو الحفاظ على وحدة الشعب".
حرب التصريحات دفعت رئيس دولة الاحتلال، اسحاق هرتسوغ، للتدخل إذ قال في تصريحات على "تويتر" بعد اجتماعه مع وزير القضاء في حكومة الاحتلال: "في الأيام القليلة الماضية، عملت وأجريت محادثات مع العديد من الأطراف، بهدف تحقيق وجود حوار مبني على الاحترام، على أمل الوصول إلى أوسع تفاهم ممكن، وأدعو إلى التحلي بضبط النفس والمسؤولية".