فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: "معركة" أخرى بدأها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، هذه المرة ضد علم فلسطين، وهي إن كانت قديمة من عمر دولة الاحتلال الذي حاول منع الفلسطينيين في الداخل من رفع الرموز الوطنية بهدف فصلهم عن هويتهم "الوطنية والقومية"، إلا أنها جزء من حزمة إجراءات حملتها الحكومة الجديدة.
بن غفير أصدر أوامر لمفوض شرطة الاحتلال لمنع رفع أعلام فلسطين، وكانت أبرز تجليات هذه الحملة في الاقتحامات التي نفذها عناصر الشرطة لمكان الاحتفال واستقبال الأسير المحرر كريم يونس، لمصادرة العلم.
أوامر بن غفير تنص على أن أي ضابط صغير وليس قائد منطقة يجب عليه العمل خلال فترة دوامه على إنزال أعلام فلسطين، في المنطقة التي يناوب فيها، واعتبر صحفيون إسرائيليون أن هذه الأوامر تعني "تخصيص قوات لإنزال أمر"، خلافاً للإجراءات السابقة التي كانت تنص على إنزال العلم خلال التظاهرات أو من شخص يمارس عملاً نضالياً.
قبل شهور، صادق "الكنيست" بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون تقدم به حزب "الليكود" لحظر رفع علم فلسطين خاصة في الجامعات، بعد حملة شنها المستوطنون عقب رفع نشطاء وطلاب علم فلسطين في عدة جامعات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
"معركة العلم": الاحتلال خاسر
عضو المكتب السياسي في حركة "أبناء البلد"، لؤي الخطيب، قال إن الاحتلال سابقاً عمل على منع رفع فلسطين في الداخل المحتل عام 1948 لكن الشعب الفلسطيني أفشل هذه السياسة، وأشار في لقاء مع "شبكة قدس" إلى أن الاحتلال يصف العلم بأنه "علم منظمة التحرير"، لكن في الواقع هو علم كل الفلسطينيين ويمثل الحالة الوطنية الفلسطينية كاملة.
الخطيب أكد على تصميم الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 على رفع العلم والتمسك به، وذكر أن حملة انطلقت في مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور علم فلسطين ورفعه في الميدان أيضاً.
وقال: سياسات بن غفير وسموتريتش العدوانية لن تمنع الناس من رفع العلم وحتى لو كان ثمن ذلك الاعتقال فهذا العلم يمثل كل الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم وقد جربت المخابرات الإسرائيلية طوال سنوات ملاحقة نشطاء الحركة الوطنية في هذا السياق لكنها لم تنجح في منع رفع الرموز الوطنية والتمسك بها.
وشدد على أن هذه المعركة من جانب الاحتلال ستنقلب بــ"خسارة" عليه، ويرى الخطيب أن المسألة من جانب قانوني "غير مجدية" لأن "إسرائيل" مرتبطة باتفاقية مع منظمة التحرير الفلسطينية، وقال إن الواقع يقول إنها لن تتراجع عنها لأن "اتفاقية أوسلو تخدمها وتكرس احتلالها".
وأشار إلى رفع العلم الفلسطيني بأعداد كبيرة في عارة، وأضاف: معركة العلم تأتي في سياق معركة أكبر مع هذه الحكومة التي تريد السيطرة على مناطق "ج" في الضفة المحتلة، وغيرها من الإجراءات العدوانية، واعتقد أن أي معركة على العلم ستكون "إسرائيل" الخاسر فيها لأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن رموزه وثوابته الوطنية.
وتابع: إذا اعتقلت شرطة الاحتلال شاباً أو صبية بعد رفعهم العلم فماذا ستفعل المحكمة؟ هذا في الجانب القانوني، أما على الجانب الوطني والمعنوي فإن الشعب الفلسطيني يملك الأدوات الكافية لحماية العلم.
"معركة العلم" توحد الشعب الفلسطيني
منذ بدايات الاحتلال اشتغلت الأجهزة المختلفة في دولة الاحتلال على مشروع تفكيك الشعب الفلسطيني وتحويله إلى تجمعات لا علاقة وطنية أو قومية بينها، الخطيب شدد على أن "معركة العلم" تزيد من وحدة الشعب الفلسطيني الذي يجتمع على رموز وطنية ثابتة لا يتنازل عن قدسيتها.
وأضاف: الاحتلال أراد تفتيت الشعب الفلسطيني لكنه مصمم على التوحد خلف العلم وحملة التمسك به في الداخل بعد إجراءات بن غفير تؤكد على هذه الحقيقة.وأكد أن المجتمع الفلسطيني متوحد خلف العلم الذي يمثل القضية وليس علماً لفصيل لوحده.
بعد "هبة الكرامة" التي اندلعت في بلدات ومدن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، تزامناً مع معركة "سيف القدس"، أكدت عدة دراسات أمنية وسياسية إسرائيلية على فشل سياسات "تذويب" الفلسطينيين وأسرلتهم، ويقول الخطيب إن الاحتلال عمل طوال سنوات ما بعد النكبة على تثبيت فكرة أن المجتمع الفلسطيني في الداخل تحول إلى "عربي إسرائيلي" واندمج في المنظومة الإسرائيلية، لكن التجارب الحالية والسابقة أثبتت فشل هذه السياسة.
وقال: معركة العلم تؤكد على متانة وحدة الشعب الفلسطيني حول قضاياه وثبت فشل سياسات فصل الفلسطينيين في الداخل عن بقية أبناء شعبهم.
وأشار إلى مخططات حكومة الاحتلال الجديدة التي يحملها سموتريتش وبن غفير في السيطرة على مناطق "ج" في الضفة المحتلة، وفرض إجراءات عدوانية على الأسرى من بينها سحب "الجنسية الإسرائيلية" من أسرى الداخل، وشدد على أن هذه الخطوات العدوانية لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا توحداً.