ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: علّق رئيس وزراء الاحتلال السابق يائير لبيد على توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة مؤخرا، وقال إن الفلسطينيين ذهبوا إلى الأمم المتحدة، بعدما أدركوا طبيعة نتائج الانتخابات.
وأضاف لبيد في مقابلة مع موقع والا العبري: "لا أستطيع أن أؤكد ما إذا كانوا قد قالوا "هذا ما اختاره الجمهور الإسرائيلي فليتعامل مع نتائجه"، أو إذا قالوا لأنفسهم، حسنًا، ليس هناك سبب لأن نكون صهاينة أكثر من الصهاينة أو مؤيدين لإسرائيل أكثر من الإسرائيليين".
وتابع لبيد قائلا: "قلنا إننا نعرف كيف نجعلهم يتراجعون عن مثل هذه الخطوات، لقد تراجعوا في في الماضي، وأنا أميل إلى الاعتقاد، ليس لدي دليل على ذلك، أنه لو استمرت حكومتنا لكنا قادرين على إقناعهم بالامتناع عن اتخاذ مثل هذه الخطوة".
وأكد لبيد أن من يعتقد في "إسرائيل" أنه يستطيع تجاهل القضية الفلسطينية فهو مخطئ تماما، ومن الخطر تجاهل المخاطر الأمنية اليومية في الساحة الفلسطينية، محذرا من اندلاع انتفاضة ثالثة إذا ما تم تطبيق وعودات إيتمار بن غبير بتغيير تعليمات فتح النار.
وأشار لبيد إلى أن الحدث الأكبر في الفترة الماضية كان معركة سيف القدس، والتي شملت إطلاق صواريخ ومواجهات في مدن الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية، وهذا ما ألقى بظلاله على "الأمن الإسرائيلي" كل الوقت، وفق قوله.
وزعم لبيد أن حكومته استطاعت تهدئة الأوضاع بعد سيف القدس، وقال إن العدوان الذي شن في أغسطس على حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة مرّ دون مواجهات في مدن الداخل المحتل والضفة الغربية، وكذلك شهر رمضان مرّ بدون عمليات كبيرة، وهذا إنجاز لحكومته.
وقال لبيد إن المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال قلقة للغاية من العناصر الموجودة في الحكومة الحالية، لأن من غير الممكن فصل قوات "حرس الحدود" عن الجيش في الضفة، وكذلك نقل "حرس الحدود" إلى النقب، وفصل الإدارة المدنية عن الجيش، لأن الواقع معقد وهذا كله يأخذ "إسرائيل" للمواجهة.
وعن العلاقة مع الرئيس محمود عباس، قال لبيد: "نعم هو شريك أمني، أقولها مرة أخرى. لقد تحدثت معه، لقد أجريت محادثات عديدة مع حسين الشيخ وماجد فرج الأشخاص الذين يعملون تحت قيادته".
وبحسب لبيد، "فإنه بالنسبة للعمل مع السلطة الفلسطينية، حتى لو كانت لا تستطيع دخول مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، لكنها تستطيع العمل في مناطق أخرى، وهذا يساعد في إدارة قواتنا بشكل صحيح".
وفق لبيد، هناك خطأان يقودان الإسرائيليين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، خطأ اليسار الذي يدعي أنه من الممكن أن يأتي ويوقع على ورقة في حفل رسمي وسيأتي "السلام"، وهذا لن يحدث لأن الغالبية العظمى من الفلسطينيين يرفضون وجود "إسرائيل" ويفضلون الكفاح المسلح للتخلص منها، وخطأ اليمين الذي يعتقد أنه يستطيع تجاهل القضية الفلسطينية.
وتابع لبيد محذرا: "اليوم لا توجد أغلبية يهودية بين البحر والأردن. وهذا لا يصب في مصلحتنا، وبالعودة إلى الجدار الحديدي لـ جابوتنسكي، تجد أنه لم يتحدث عن الحدود، ولكن عن الأغلبية الديموغرافية، لأن ذلك مهم للأمن عندما يكون لديك أغلبية سكانية".
وقال لبيد: "حاليًا، وفقًا للقانون، لا توجد في الواقع حدود شرقية لـ"إسرائيل"، وأقول مرة أخرى إن بين البحر والأردن أغلبية عربية. لا أريد أن أعيش في دولة ذات أغلبية عربية. لا أريد أن أعيش في بلد يوجد فيه خطر على الأغلبية اليهودية".
ووجه لبيد حديثه للإسرائيليين، قائلا: "إننا بحاجة إلى الاعتراف بأن الصراع سيستمر، ولكن يجب أن يكون هناك تغيير في هيكله. يجب أن يكون صراعًا بين دولتين، بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل. لن يكون هناك سلام، هذه أوهام. ولكن، قد يكون من الأنسب إدارة الصراع بين دولتين معترف بهما، تقولان "لدينا صراع حول القضايا الأساسية".
وشدد لبيد على أن "الشغل الشاغل للأمريكيين اليوم هو أولاً وقبل كل شيء القضية الصينية، ثم روسيا وأوكرانيا، ثم المناخ، ثم إيران، وبعد ذلك فقط الشرق الأوسط بأكمله، وهذا تغيير واضح في الأولويات".
وكشف لبيد أن هدف قمة "النقب" كان إقناع المصريين والبحرينيين والإماراتيين أن الولايات المتحدة لم تغادر الشرق الأوسط، وأنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي أن يقنعهم باستمرارية الوجود الأمريكي، وكذلك من الرئيس جو بايدن، ولكن في الحقيقة من يقرأ الوثيقة الاستراتيجية الأخيرة للأمن القومي الأمريكي يعلم جيدا أنهم ينسحبون، وأولوياتهم ليست هنا.