عمان - قدس الإخبارية: تواصلت التظاهرات في محافظات الجنوب في الأردن لليوم الثاني، بعد أحداث دامية وقعت في مدينة الحسينية قُـتل فيها ضابط وأصيب اثنان ضمن موجة احتجاج على الرفع المستمر لأسعار المحروقات استخدمت في بعضها الأسلحة النارية.
وعززت قوات الأمن الأردني مداخل المدن الجنوبية، لا سيما في مدينتي الكرك والحسينية وغيرها في أطراف العاصمة عمّان والزرقاء، بعد قيام محتجين بإغلاق الطرق وحرق الإطارات وتعطيل حركة السير.
وكانت مديرية الأمن العام الأردنية أعلنت في بيان مقتل العقيد عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح نائب مدير شرطة معان جنوبي البلاد، إثر تعرضه لطلق ناري خلال الاحتجاجات على رفع أسعار المحروقات.
واندلعت احتجاجات في منطقة الحسينية ومدن أخرى جنوبي الأردن احتجاجا على رفع أسعار المحروقات. ونقلت رويترز عن مصدر من الشرطة أن 4 آخرين من رجال الأمن أصيبوا.
وقال بيان للأمن العام في وقت متأخر من مساء الخميس إن العقيد الدلابيح قتل إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الرأس أثناء تعامله مع الاحتجاجات التي كانت تقوم بها مجموعة من الأردنيين في منطقة الحسينية بمحافظة معان.
ونعت مديرية الأمن العام الدلابيح، وأكدت أنها "مستمرة في عملها لحفظ أمن الوطن وحماية مواطنيه، وستضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة ويهدد أمن الوطن والمواطن"، وفق تعبيرها.
وشددت على أنها "إذ تكفل حماية حرية الرأي والتعبير السلمي عنه فإنها ستتعامل وفق أحكام القانون وباستخدام القوة المناسبة مع كل من يقومون بالتظاهر".
بدورها، حذرت السفارة الأميركية في الأردن الخميس رعاياها من السفر الشخصي والرسمي إلى 4 محافظات في جنوب البلاد، هي الكرك والطفيلة ومعان والعقبة، وذلك حتى إشعار آخر.
وبينت السفارة في بيان أن هذا الإجراء يأتي "بسبب تقارير عن الاحتجاجات المستمرة وإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة على المركبات في الشوارع والطرق السريعة في جميع أنحاء الأردن، خاصة في الجنوب".
ونبهت إلى أنه "تتكرر حالات إغلاق الطرق والحوادث الأمنية ذات الصلة ولا يمكن التنبؤ بها، كما أن خدمات الطوارئ تواجه تأخيرات كبيرة عند الاستجابة لطلبات المساعدة".
وذكّرت السفارة رعاياها بأنه "حتى الاحتجاجات التي يقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهة، وربما تتصاعد إلى أعمال عنف كما هو الحال دائما"، وفق تعبيرها.
ويأتي هذا التحذير في وقت تستمر فيه الاحتجاجات في عدد من المدن الأردنية بالتزامن مع الإضراب المستمر الذي نفذه سائقو الشاحنات وعاملون في قطاعي النقل والشحن احتجاجا على الرفع المستمر لأسعار المحروقات، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها لليوم الثاني على التوالي في محافظتي معان والكرك.
وشهدت أحياء في العاصمة عمّان وقفات تضامنية مع المضربين رغم العودة النسبية لحركة الشحن في البلاد.
وأبدى السائقون والمواطنون في مدينة معان عدم رضاهم عن قرارات حكومية صدرت مؤخرا من أجل دعم قطاع النقل بشكل نقدي وتأجيل أقساط البنوك بدلا من تخفيض أسعار المحروقات.
ووفق إحصاءات هيئة تنظيم النقل البري، يبلغ عدد الشاحنات في المملكة نحو 21 ألف شاحنة من الأنواع كافة (نقل بضائع وحاويات).
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قررت لجنة تسعير المشتقات النفطية للمرة الـ16 خلال عامين زيادة أسعار الديزل والبنزين، الأمر الذي قوبل باحتجاجات لا تزال مستمرة في عدد من مدن البلاد.