لعل من ثمار دم الشهيد، أن يبقى رثائه حاضرًا مع كل دم، فلا عجب إن استحضر رثاء خط في العام 1942 لتصبير رفاق الجهاد على مصيبتهم، عند كل دم، فالدم ميراث كما السلاح..
مات فريد يا أكرم،
مات ظافر ...
مات جواد ...
وكل حيّ ميت،
مات فريد ولم يقطف ثمار جهوده وما هي الثمار التي يرجو أن يقطفها الإنسان ثمنًا لأتعابه فأن كانت مادية فتعسًا لحياة هذه أهدافها، وإن كانت سعادة يحس بها عندما يجد أنه وضع بجهوده مثلاً عليًا يقتدى بها من بعده فستجد روح فريد هذه السعادة لأن حياة كانت في مجموعها مثلاً أعلى إذا ما اقتدى بأثرها أفراد الأمة بلغوا بها أوج الكمال فهل مات فريد يا أكرم؟! إنه حيّ في نفسي وحيّ في نفس كل من يعرفه. هذا عزاؤنا وهذه سلوانا.
مات فريد وشق علينا موته وتوالت علينا المصائب قبل موته والمنية تختار وتصطفي. هذه كلها آلام بدون ريب لكن دماءهم الزكية مياه الحياة لأمتهم. هم الضوء الساطع يهدي من يستنير به ويعطيه القوة والكفاءة وتفنى مادته وتاريخ الحياة يريك أنها حياة كفاح ونضال، وأن الأمم لا تحيا بغير ضحايا. إنها قاعدة للحياة قاسية، ومؤلمة لكنها ثابتة وراسخة. هذا عزاؤنا كذلك وعلينا أن نكون أوفياء لمن مات بأن نتقبل ما منحه إيانا من قوة وعزيمة..
الهمك وإياي الصبر على ما أصابنا،