القدس المحتلة - قدس الإخبارية: فشلت أجهزة أمن الاحتلال في الوصول إلى "طرف خيط" بشأن عملية القدس التفجيرية المزدوجة، بعد مرور 24 ساعة عليها.
وضرب انفجاران مزدوجان محطتين للحافلات في القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل مستوطن وإصابة أكثر من 19 آخرين، جراح بعضهم بالغة الخطورة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية "كان" إن "العملية في القدس بدأت تتحول إلى فشل استخباراتي حاد"، متسائلة: "هل هذا يعني أن المستقبل يحمل عمليات مثل أيام الانتفاضة الثانية؟".
ولم يكون لدى الاحتلال الإسرائيلي تحذير مسبق عن عملية القدس، فضلا عن عدم وجود إنذارات محددة حول استخدام العبوات الناسفة فيها، ورغم أن جيش الاحتلال يواصل التحقيقات بما فيها اقتحام قرية بيت إكسا الفلسطينية، وتفكيك الكاميرات الأمنية للتحقق مما إذا كانت قد استخدمت كمسار انسحاب للمنفذين، لكن الوقت ما زال مبكرا للوصول إلى المنفذين.
ونبهت "كان" بأن "الهجوم المزدوج بالقدس، أحد أسوأ الإخفاقات الاستخباراتية التي شهدتها المؤسسة الأمنية في السنوات الأخيرة، وهو هجوم مخطط له في ساحتين مختلفتين، مع تفجير عن بعد وبفارق دقائق بينهما، وكل هذا دون سابق إنذار استخباراتي، وهذا يشير على ما يبدو، إلى بنية تحتية للمقاومة الفلسطينية، تعمل بتخطيط مسبق يشمل التحضير".
وقال وزير الحرب بيني غانتس، إن قواته تنتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، وتزيد من النشاط الاستخباري، من أجل الحفاظ على أمن المستوطنين، في الوقت الذي تواصل فيه التحقيقات في ملابسات الهجوم وتحديد منفذيه لكن ذلك يستغرق بعض الوقت.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن تصريحات غانتس تكشف أن مستوى تنظيم الخلية المنفذة لا يزال مجهولا، وفيما إذا كانوا قد أرسلوا من قبل منظمة معينة.
وأشارت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لديها مخاوف من قيام المنفذين بهجوم آخر في المستقبل القريب وتركز عملها على ذلك حاليا.
وتبين أن الكاميرات الأمنية في محطة الباصات عند مدخل المدينة حيث وقع الانفجار الأول لم تكن متوفرة، مما قد يؤخر التحقيق في الهجوم.
وتشتبه المؤسسة الأمنية بأن المنفذين عملوا دون توجيه خارجي من المنظمات الفلسطينية، وقد خططوا للهجوم منذ فترة طويلة، وتعتقد أن الخلية على دراية تامة بالمنطقة حيث قاموا في البداية بتصوير مقاطع فيديو تفيد بوجود أكبر عدد ممكن من المستوطنين في محطة الباص، ثم قاموا بتفجير العبوة الناسفة في المشهد الأول من مسافة بعيدة.
وتتحدث التقديرات الأمنية أن العبوات الناسفة كانت صغيرة نسبيا، ومعظم الإصابات نتجت عن المسامير التي تناثرت على مسافة قصيرة، وأصابت مستوطنين يقفون في مكان قريب، وبعد ذلك انفجرت عبوة ناسفة أخرى في مفرق راموت بطريقة مماثلة.
ويشير القلق الإسرائيلي من تبعات عملية القدس إلى أنه شبه اعتراف بفشل القضاء على المقاومة، لأن العملية أكدت أن الجيش والشاباك لن يكون بمقدورهما وضع حدّ نهائي للمقاومة بوسائل القوة، مما يحمل إقرارا بعجز القوة الإسرائيلية في القضاء عليها.