فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: روى الأسير أيهم كممجي، تفاصيل عن تفاصيل الحياة اليومية القاسية في العزل الانفرادي الذي تفرضه إدارة سجون الاحتلال عليه، منذ أكثر من عام، وكيف تلقى خبر استشهاد شقيقه شأس كممجي، في شهر رمضان المبارك.
أيهم قال لمحامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، شيرين ناصر، التي زارته في السجن أن "العزل هو استفراد بالأسير لهزم معنوياته واحباطه وتحطيمه بعزله عن محيطه الخارجي والداخلي".
وعن لحظات تلقيه خبر استشهاد شقيقه شأس، يروي أيهم: كنت أتابع الأخبار على التلفاز، وشاهدت لحظة إصابة شاب وسقوطه على الأرض، وشعرت أنني أعرفه.
وتابع: بعدها حضر الضابط المناوب وسألني إن كنت أريد شيئاً أو سمعت أي خبر؟، وعندها طلبت منه أن يخرج من دور "المهتم" ويخبره ما يريد، ثم حضر أحد الأسرى وقدم له التعزية، وحينها توقع أن يكون شقيقه عهد هو الشهيد لكنه علم أن شأس هو من استشهد، وطلب من الأسرى أن يباركوا له بالشهادة لا أن يعزوه.
أيهم المعزول في الزنازين الانفرادية، في سجن "ريمون"، يعاني من أوضاع مأساوية في الزنزانة وساحة "الفورة"، بالإضافة لرداءة الطعام، وغياب أدنى احتياجات الحياة البشرية.
وعن رحلة "العذاب" في "البوسطة"، يقول: "من قسوة وشدة العذاب بالبوسطة أثناء نقلي إلى عزل ريمون ، عند دخولي الى غرفة العزل شعرت نفسي قد وصلت الى البيت، نعم وصلت البيت، لهذه الدرجة وأكثر قساوة التعامل والوحشية والمعاناة في البوسطة مع الأسير المعزول".
وذكر في حديثه مع المحامية، أن الأسير المعزل يبقى مقيد اليدين والقدمين طوال الوقت، والحاجة لاستخدام الحمام هي نوع آخر من العذاب، ويوضح: بد عدة طلبات ومحاولات من الأسير لاستخدام الحمام وحتى حضور السجانين لأخذ الأسير للحمام يبقى مقيد اليدين والقدمين طوال الوقت، وهذا ما يدفع الكثير من الأسرى الى الصيام قبل البدء برحلة العذاب (البوسطة) ، فالصيام في هذه الحالة أفضل لهم، مع العلم أن الصيام أيضا يتعبهم في هذه التنقلات الطويلة، التي تستمر ساعات طويلة وأيام وهم متعبون ويشعرون بالدوخة في أغلب الأحيان، كما تعتمد درجة المعاناة على تصنيف الأسير ومدى خطورته .
الأسير أيهم كممجي المحكوم بالسجن المؤبد مرتين، أحد أبطال عملية "نفق الحرية" الذين تحرروا من سجن "جلبوع"، في أيلول/ سبتمبر 2021، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم بعد مطاردة استمرت عدة أيام.