سلفيت - خاص قُدس الإخبارية: "الأسرى لا ينقصهم سوى الحرية"، يقول المحرر عماد فاتوني عن أبرز الرسائل التي حملها معه من رفاقه في سجون الاحتلال، بعد أن تحرر من عندهم يوم أمس، بعد أن أكمل 30 عاماً في اعتقالات متعددة.
فاتوني أحد محرري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وأحكامهم لهم، يؤكد على أن تحرير الأسرى يحتاج إلى "عمل دؤوب ومستمر من قبل المقاومة وعلى رأسها المسلحة".
ويصف المفاوضات مع الاحتلال بأنها "عبثية"، قائلاً في لقاء مع "شبكة قدس": جربنا المفاوضات مع الاحتلال أكثر من 30 عاماً لكننا لم نصل إلى أي نتيجة.
وعن أحوال المعتقلات، يقول فاتوني: الوضع الطبيعي في سجون الاحتلال هو "عدم الاستقرار"، نتيجة سياسات إدارة سجون الاحتلال العدوانية للتنكيل بالأسرى، لكن الحركة الأسيرة اعتادت على هذه المواجهات وستتجاوزها.
ويصف ملف المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بأنه "سياسي"، صادر عن أعلى الهرم السياسي في دولة الاحتلال، لذلك فإن الإفراج عنهم خاصة من أعيدت لهم أحكام السجن المؤبد، بحاجة إلى ضغوطات سياسية على الاحتلال، كما قال.
فاتوني الذي أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار"، بعد قضاء 19 سنة من حكمه البالغ 30 سنة، أعاد الاحتلال له ما تبقى من هذه السنوات مع احتساب الفترة التي قضاها في الحرية.
وعن ما منحه الصبر والصمود خلال ثلاثة عقود من الاعتقال، يقول: كل من يدخل السجن عليه الاهتمام بتطوير نفسه، تحرير فلسطين يحتاج إلى العلم، وهذا ما كان يمدني بالقوة في السجن، بعد الاتكال على الله.
فاتوني صاحب تجربة سابقة في محاولات التحرر من الأسر، إذ خطط وشارك مع رفاق آخرين في عملية الهروب من سجن "شطة" شمال فلسطين المحتلة، عام 1998، ويقول عن هذه التجربة: الشباب استطاعت الوصول إلى خارج السجن، لكن الله قدر أن يعيد الاحتلال اعتقالهم بعد أن اخترقوا الإجراءات الأمنية، وهكذا فإن الأسير لا يكف عن التفكير بتحرير نفسه.
في الاعتقال الأول عام 1989 الذي أمضى فيه عاماً واحداً، يقول فاتوني إنه كان "الأصعب" نفسياً ومعنوياً لأنه كان جديداً على السجون ودون تجربة، وفي التجربة الثانية التي امتدت 19 عاماً كان يقوي عزيمته بالصبر ودعم رفاقه الأسرى، بينما حملت التجربة الثالثة شعوراً مختلفاً بعد أن تزوج ورزق بطفلة كانت تبلغ من العمر (7 شهور) عند اعتقاله ثم طفل عن طريق "النطف المحررة"، من داخل سجون الاحتلال.
قبل اعتقاله الأطول في عام 1992، كان للمحرر فاتوني تجربة مع أول الخلايا لكتائب القسام، إذ شارك مع زاهر جبارين، وأحمد حسان، وعبد الفتاح معالي في إرسال سيارة مفخخة جهزها الشهيد المهندس يحيى عياش، إلى مستوطنة "رامات أفعال".