شبكة قدس الإخبارية

تفاصيل جديدة.. كيف كسر الأهالي حصار الاحتلال لعناتا ومخيم شعفاط وفرضوا العصيان المدني؟

المسار

القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: كشفت حلقة المسار تفاصيل جديدة من داخل مخيم شعفاط وعناتا في القدس المحتلة وكيف كسر الأهالي حصار الاحتلال وفرضوا العصيان المدني.

ووثقت الحلقة التي بثت عبر" شبكة قدس الإخبارية" ضمن برنامج الذي تقدمه الزميلة لينا أبو حلاوة شهادات عائلة المقاوم الشهيد عدي التميمي وأهالي مخيم شعفاط وعناتا.

في السياق قال أبو عادل التميمي والد الشهيد عدي لـ "المسار" إنه لم يصدق في بداية الأمر استشهاد ابنه بعد تنفيذه العملية الثانية قبل أن يخرج إلى الحاجز ويتأكد من الأهالي، مردفاً: "بعد العملية الثانية تم اعتقالي أنا وزوجتي وبقينا رهن الاعتقال لليوم التالي".

وأضاف: "قبل استشهاده طلب مني ضابط المخابرات البحث عنه داخل المخيم وتسليمه فكانت إجابتي له إذا كنت أنا سأسلم ابني فإن الأهالي سيقتلوني". 

وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع أن يكون نجله هو منفذ العملية الثانية في معاليه أدوميم في القدس المحتلة بعد تنفيذه للعملية الأولى، مردفاً: "كانوا يبحثون عنه وهو كان يبحث عنهم وهو من كسب الشهادة في نهاية المطاف".

أما عادل التميمي شقيق عدي فذكر لـ "المسار" أن التحقيقات الأولية قبل استشهاده كانت تتمحور حول أبرز المعلومات عنه وأصدقائه والدائرة المقربة منه.

وأضاف التميمي: "من ضمن الأسئلة التي طرحت من قبل الضابط حول إذا كان ملتزما بالصلاة أم لا، إلا جانب طلبه المساعدة في الوصول إليه".

وأتبع قائلاً: "حينما أبلغوني في البداية لم أصدق لكن ما فعله أخي يرفع الرأس وهو فخر بالنسبة لنا"، مبدياً فرحه بحالة التضامن الشعبي الواسعة مع شقيقه خصوصاً من الشبان الذين حلقوا رؤوسهم لتضليل قوات الاحتلال في البحث عنه.

في الوقت ذاته ذكر شقيقه الأصغر محمد أنه كان دائم النصيحة له بالصلاة وممارسة الرياضة بشكلٍ يومي ودون توقف.

إلى ذلك، قال مستشار محافظة القدس معروف الرفاعي إن عملية عدي التميمي واستشهاده جعلت المشهد مختلفا عما كان عليه الحال قبل هذه العملية.

وأضاف الرفاعي لـ "المسار" أن ما حصل عزز من حالة الوحدة الوطنية والترابط الاجتماعي بشكل كبير بين الأسر الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجميع سواء من حملة الهوية المقدسية أو الهوية الفلسطينية في الضفة أدركوا أنهم سواء أمام الاحتلال.

ولفت إلى أن المخيم يعيش حالة حصار بالأساس دون إغلاق للحواجز فعناتا لها مدخل واحد ومخيم شعفاط له مدخل واحد فقرابة 140 ألف نسمة يعيشون في سجن كبير.

وأوضح الرفاعي أن قرابة 12 ألف طالب لم يذهبوا لمدارسهم خلال 10 أيام إضافة إلى 2000 طالب جامعي في مختلف الجامعات المحلية لم يتمكنوا من الذهاب لجامعاتهم وبعضهم كانت لديهم اختبارات، فضلاً عن شكوى أصحاب المخابز والمحلات من نقص المواد التموينية.

واعتبر أن فترة مطاردة تعتبر الأولى منذ سنوات الانتفاضة الأولى من خلال حالة التضامن والتكاتف الشعبي غير المسبوق والتخلص من كاميرات المراقبة وأجهزة التخزين واللجوء لوسائل التشويش لتضليل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

في الوقت ذاته، تحدث الناشط أحمد أبو حمدان من مخيم شعفاط عن آثار جدار الفصل العنصري على المخيم والأهالي.

وقال أبو حمدان لـ "برنامج المسار" إن الجدار يمنع وجود مكان لرمي النفايات أو حتى بنية تحتية لتصريف مياه الصرف الصحي، مؤكداً أن الجدار بطريقة تأسيسه ووضعه زاد من المشكلة البيئية والصحية في المخيم وهو ما زاد من احتقان الشارع الفلسطيني في مخيم شعفاط.

وأكد على أن المعاناة تزداد يومياً وهو ما يؤدي إلى زيادة الاحتقان والضغط الذي سينفجر في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

في سياق متصل، قال الناشط ناصر خشان إن المرور عبر الحاجز في الوقت الطبيعي كان صعبا للغاية حتى قبل تنفيذ العملية، لا سيما مع خروج قرابة 30 ألف عامل في الفترة ما بين الساعة الخامسة صباحاً إلى السابعة مساء.

وأضاف خشان لـ "المسار" أن طبيعة المخيم صعبة للغاية والناس فيه يعيشون حالة من الكبت نظراً لغياب الملاعب والبنية التحتية أو المتنزهات إلى جانب غياب مقومات الحياة اليومية، مؤكداً على أن الحياة في مخيم شعفاط صعبة وقاسية.

وأردف قائلاً: "كنا في البداية نشعر أننا في سجن كبير لكن مع تحرك كافة المدن والمناطق في فلسطين اختلفت نظرتنا للمشهد وشعرنا بالتضامن"، مشدداً على أن هذه قضية شعب لا يمكن أن تنتهي بأي حالة من الأحوال.

بدوره، أكد الناشط محمد الرفاعي من عناتا أن التكاتف الشعبي استطاع تقديم المساعدات العينية ووجبات الطعام وإيواء العالقين كون عناتا ممرا يغذي شريان القدس وهي معبر رئيسي للمدينة، موضحاً أن الحدث كان مفاجئاً للجميع.

وقال الرفاعي لـ "المسار" إن أهالي عناتا استطاعوا تقديم المساعدات لكافة العالقين للأهالي خلال فترة تواجدهم وهو ما يعكس حالة التلاحم الفلسطيني في القدس المحتلة.

 

#عدي_التميمي