غزة - قدس الإخبارية: أشعل الإعلان عن غرق عدد من الفلسطينيين من قطاع غزة خلال محاولتهم الهجرة عبر تونس إلى إيطاليا موجة غضب وانتقادات لاذعة وجهت لعدة جهات نظرًا لتكرار حوادث الغرق في الفترة الأخيرة خصوصاً العامين الأخيرين.
وحملت بعض الآراء الجهات الحكومية في غزة المسؤولية عما يجري في ظل انسداد الأفق وغياب الوظائف وفرص العمل للشبان، في الوقت الذي حملت شريحة أخرى الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة نظراً للحصار الخانق المفروض.
وطالبت شريحة واسعة من رواد التواصل الاجتماعي بالعمل على وضع ضوابط لمحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ومنع الشبان من اللجوء إليها.
في السياق، كتب الناشط طارق شمالي عبر صفحته في فيسبوك قائلاً: "عند الفاجعة، نصرخ ونعلي أصواتنا، نسب ونشتم ونحمل المسؤولية لفلان وعلان، يوم يومين وبننسى الموضوع، الأصل أن يتم بحث ومناقشة موضوع الهجرة مجتمعيا، مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المعنية والجهات الحكومية ذات الصلة والتنظيمات العائلات والوجهاء والوعاظ بحيث نعالج المشكلة من جذورها بعيدا عن العواطف وردات الفعل التي لا تغير ولا تصلح".
وكتب الناشط محمد أبو حسنة عبر حسابه في فيسبوك: "الاحتلال الذي يحاصر غزة ويشن عليها العدوان تلو الآخر، السلطة التي تشارك في حصار غزة وتسرق خيراتها من عوائد الضرائب والمنح الدولية وأخيرا غاز غزة، وحكومة غزة التي لم تنجح في تطبيق الحكم الرشيد أو تنفيذ أي من وعوداتها وغيبت العدالة الاجتماعية وقدمت الولاء على المهنية وتعاملت بميزان محمد يرث ومحمد لا يرث ولم تُساوي في توزيع الظلم!ولم تتعفف في مواطن حاجة المواطن أو ما يمس قوت يومه ثالوث أسباب مسؤولة عن محاولات الهجرة وغرق الشباب".
من جانبه، تحدث مروان أبو شريعة في منشوره عن أحد الشبان الغرقى: "البحر يلتهم شباب غزة بصمت ودون ضجيج، قبل أسبوعين من فاجعة اليوم و فى أحد حوارى اسطنبول عرض شاب على الفيس بوك للبيع طنجرة ضغط وأدوات مطبخ وطقم كراسي".
وأضاف: "ثم قام بتحديد مواعيد للراغبين فى الشراء على مفترقات الشوارع ليسلم تلك الأشياء وقبض ثمنها الزهيد شاب هادئ ولطيف ومتاسهل جدا فى بيع اغراضه المنزلية بسعر متدني بشكل ملفت للانتباه ومحير لكل من اشترى منه شيئا".
وواصل قائلاً: "كيف ينام المسؤولين والقادة ذوي القلوب الميتة هذة الليلة على نبأ غرق القارب في عرض البحر".
وكتب المصور الصحفي محمد الحجار: "يا الله، كيف لهذا الشعب أنْ يبيت مُطمئِن القلب لا تزوره الحسرة يومًا؟! أضاقت بأبنائنا وأهلينا الأرض؟! أم اشتاق المَوت لقهر قلوبنا مرةً تلوْ المرّة؟! كيف لهذا الحزن أن ينتهي؟!! كيف لهذا المَوت أنْ ينهزِم؟! كيف له أنْ يغادرنا لِوَهلة؟! رحمةً ورأفةً بنا يا الله، أنتَ وحدك منجانا وجابر كسرنا وضعفنا وعجزنا .. الليلة وقد غرق قارب على السواحل التونسية يحمل مايزيد عن عشرة شباب من قطاع غزة، وقد أبلغت السفارة عن جثامين سبعةً منهم حتى اللحظة، جميعهم من جنوب القطاع، حادثة غرق اُخرى وليست أخيرة".
وواصل قائلاً: "جميعكم سواء، مسؤولون أمام الله عن هذه الأرواح، وموقوفون على تقصيركم في حق العِباد والبلاد، كيف يغفىَ لكم عينٌ وأنتم تسمعون وتشاهدون هذه الفواجع وأنتم سببٌ بها؟؟ واللهِ، واللهِ سنختصم إلى الله، يَوم لا تنفعكم ألقابكم وبنادقكم وإنتمآتكم وأموالكم وحاشيتكم".
في السياق ذاته، تحدث الكاتب أحمد أبو رتيمة قائلاً: "الحديث عن مأساة غرق شباب غزة في البحر مؤلم أقصى درجات الألم، وهي مناسبة لتجديد مناشدة الشباب والأبناء لا تغامروا دون وجهة معلومة ومسار آمن كاذب ومجرم من يقول لكم إن الحياة الوردية تنتظركم".
وأتبع قائلاً: "في الخارج عالم من الوحوش وتجار البشر بمجرد مغادرة المعبر ستكون قد غادرت الحضن الدافئ الذي يحميك ويؤويك على علاته كسرة خبز ومكان تؤوي إليه في وطنك أضمن من مغامرة خطرة ومصير مجهول الغربة غول سيبتلعك دون رحمة إن لم تكن قد علمت مسبقاً خطوات طريقك جيداً".