يستمر أسود الضفة في استنزاف الاحتلال بضربات موجعة، عمليات عرين الأسود المتواصلة تشير لقدرتهم على امتلاك زمام المبادرة ومفاجأة العــدو على حين غرة، كما كشفت عملية شعفاط وشافي شمرون عن عيوب وفجوة كبيرة لدى وحدات جيش الاحتلال أهمها:
تكدس الجنود عند الحاجز ، وصول المنفذين للمكان دون أن يشك بهم أحد، تنفيذ العمليات دون أي رد فعل من قبل القوات المتواجدة بالمكان، وانسحاب المنفذين من المكان بسلام ودون أي إطلاق نار أو ردة فعل.
توضح هذه العمليات أن هناك فجوة واضحة لدى الجيشُ الإسرائيليُّ ووحداته بسبب الفرق بين المعرفة والفهم، وصعوبة استيعاب أهمِّيَّة التَّهديد، وعدم استعداده لذلك.
بالإضافة لتدني الدافعية القتالية وهو ما أشار إليه اللواء يتسحاك بريك مفتش شكاوى الجنود السابق حين قال : أن الذين يتجندون حالياً في “الجيش الإسرائيلي” يواجهون ثقافة تنظيمية معاكسة وفاسدة تدفع بعضهم إلى تحذير أصدقائهم من التجنيد في الوحدة التي يخدمون فيها، لم يعد المثال الشخصي والموثوقية والعزم والتمسك بالمهمة لدى العديد من قادتهم موجوداً على الإطلاق، حيث يواجه المجندون نقصاً في الانضباط، وفشلاً في تأكيد الأوامر، وثقافة الكذب، والفشل في تعلم الدروس، والإهمال أو التقصير في التحقيقات، بشكل متكرر لا تجري طوابير تفتيش روتينية ولا يوجد من يعالج الأسلحة، ومستوى الأداء منخفض وأحياناً تكون منظمة لا تتعلم الدروس اللازمة.
وأضاف بريك معظم الذين يلتحقون “بالجيش الإسرائيلي” لا يشعرون بالمهمة والرسالة، والدافعية لدى الكثير منهم متدنية، والروح القتالية في تراجع شديد.
الملاحظ بعد كل عملية يفشل العــدو فيها يعلق العـшـكريون بالجيش "لقد تم دراسة العملية واستخلاص الدروس المستفادة منها ونعمل الآن على تنفيذها"
لكن الاحتكاك في ساحة المعركة والالتقاء بالتحديات التي كانت معروفة من قبل و القدرة على التعامل معها تزيد من حدة الفجوات وطرق المواجهة المفترض العمل بها، فالعمليات الميدانية وتغيير تكتيكات تنفيذها تكشف الكثير من الفجوات والتحديات بين الوضع المرغوب واستعداد القوات والوضع الحالي لوحدات الجيش الإسرائيلي.
من الفحص والمتابعة لمدى استيعاب الجيش الإسرائيلي لاستنتاجات العمليات وخاصة دروس الأرض يدل ذلك لوجود العديد من الثغرات والفجوات في عملية التعلم والاستجواب واستخلاص الدروس وتطبيقها، هذه الفجوات لدى العـ.ـدوِّ ليست موجودةً على المُستوى الاستراتيجيِّ فقط، ولكن أيضًا في العمليّات التَّكتيكيَّة، إن استمرار الـمـöـ.ـاومة بالضفة الغربية وامتدادها لكامل جغرافية الضفة الغربية واستخدامها تكتيكات عسكرية جديدة، ستفرض على الجندي الإسرائيلي ضرورة إيجاد حلول فوريَّة أثناء القتال وهو ما فشل به في العمليات الأخيرة وعجز القوات الاسرائيلية على التعامل معها ميدانياً وسيتكرر ذلك طالما استمر الفعل المقاوم وتطور.