شبكة قدس الإخبارية

الانتفاضة الذكيّة في الضفة الغربية.. السّمات والمآلات

الانتفاضة-748x375
وسام أبو شمالة

يتمتع الشعب الفلسطيني بمخزون ثوري هائل تتوارثه الأجيال المتعاقبة، والروح الفلسطينية الوطنية تزداد عنفواناً، فلم يرهبها بطش العدو وغطرسته، ولم تحبطها الرهانات السياسية الفاشلة، ولم تحتوِها سياسات الترغيب والتدجين.

كاد الإحباط واليأس أن يسيطرا على المحبين والمناصرين للقضية الفلسطينية، بسبب مرور أعوام طويلة على ضعف الحالة الثورية في الضفة الغربية المحتلة، التي تعتبر الجبهة المتقدمة والساحة الاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني، بحكم موقعها الجيوسياسي، والوجود الاستيطاني وانتشار قوات العدو فيها، وتداخلها مع فلسطين المحتلة عام 1948، وعوامل أخرى.

ساهم عدد من العوامل في تأخير اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في الضفة الغربية.

والمفارقة أنّ العوامل التي ساهمت في تأخير الانتفاضة الثالثة أدت إلى تهيئة البيئة الثورية الفلسطينية لإشعال انتفاضة ذكية مرشحة إلى التحوّل إلى انتفاضة تحرير الضفة المحتلة، الأمر الذي لم يتحقّق بعد انتفاضتي الحجارة عام 1987، والأقصى عام 2000.

كما أنّ مسار المفاوضات والتسوية و"حلّ الدولتين" أخفق تماماً في الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وأسهم في تكثيف الاستيطان والتهويد والجدار وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تتساءل أوساط العدو عن توصيف ما يجري في الضفة المحتلة، كما تسعى الأوساط الغربية، ولا سيما الأميركية، لتقدير الموقف في الضفة. وقد استدعت السيد حسين الشيخ، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف "تحسين البيئة الأمنية" في الضفة المحتلة، كما صرّح الشيخ في أعقاب لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين.

بعيداً عن الاستغراق في التوصيف والتشخيص والتحليل للحراك الثوري في الضفة المحتلة، فإنّ لغة الأرقام والوقائع الميدانية على الأرض لا تكذب، فلا يكاد يخلو يوم من مواجهة مع العدو والمستوطنين، وعمليات إطلاق النار على مواقع وأهداف العدو باتت روتيناً يومياً، وانضمام الشباب إلى المجموعات الفلسطينية المسلحة، مثل كتيبة جنين وعرين الأسود في جنين ونابلس في ازدياد، الأمر الذي دفع قيادة العدو إلى نشر ما يقارب نصف قواته داخل الضفة المحتلة، فكل المؤشرات تدلّ على أن انتفاضة ثالثة تندلع في الضفة المحتلة بسمات ومعالم ذكية وخلّاقة، وحراك الانتفاضة الثوري يتطوّر