ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: قالت BBC البريطانية، في مقال كتبته لوسي ويليامسون، إن دعم حركة المقاومة الإسلامية حماس ينمو ويتوسع في الضفة المحتلة، التي تشهد تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بشكلٍ مكثف ومستمر.
وقالت ويليامسون، في مقالها 13 ديسمبر\كانون الأول الحالي، إنها قابلت شبابًا في مدينة جنين، عقب عدوانٍ شنه الاحتلال على المدينة ارتقى فيه 6 شهداء، وقد سمعت منهم استهزاءً تجاه الرئيس محمود عباس، ونداءاته للعالم لحمايتهم من الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت عن مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر قوله، إن طفلًا (13 عامًا) توفي بسبب منع الاحتلال وصوله إلى الرعاية الطبية، وأن هذه الاقتحامات المتكررة لمدينة جنين ومخيمها، سيزيد من غضب الناس أكثر وأكثر.
وقالت: "لن يجل ذلك السلام لإسرائيل، بل سيجلب المزيد من المقاومة، وأن الضفة تشهد ارتفاعًا في دعم المقاومة المسلحة، في أماكن مختلفة مثل نابلس وجنين"
وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في شبيبة فتح رائد الدبعي، للصحفية، إنه يرى ارتفاع دعم المقاومة في أصوت الناس، والموسيقى التي يسمعونها في سياراتهم، ومنشوراتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال نقاشه مع طلابه حيث يعمل أستاذًا في العلوم السياسية.
وأضاف الدبعي، أن السابع من أكتوبر\ تشرين الأول شكل نقطة تحول للفلسطينيين، وأن الجيل الجديد بشكل خاص، بات يؤيد حماس أكثر من أي وقتٍ سابق، وقد وجدوا قصة جديدة تُكتب.
وتابع الدبعي: "إن ابن أخي البالغ من العمر 11 عامًا لم يكن يحترم الرئيس محمود عباس كثيرًا، لكنه يكنّ الاحترام العميق المتحدث العسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، "لأنه يحمينا"
أما المحلل السياسي أمجد بشكار، فقال إن "الشباب الفلسطيني كان لديه أولويات وأمانٍ من امتلاك منزل والتعليم الأكاديمي، لكنّ هذه الأولويات تغيّرت بعد 7 أكتوبر، وتعالت الأصوات الداعية إلى تحرير فلسطين من خلال المقاومة، السلمية أو المسلحة.
وأشار بشكار، وهو أسير محرر، أن أبناء حركة حماس ومحبيها يتعرضون في الضفة لاستهداف مزدوج من قبل قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية بشكلٍ مستمر منذ عام 2007، وفوز حماس بالانتخابات التشريعية.
وأضاف: "هناك شيء تغير الآن، وفتح وحماس تدركان أنهما مكملان لبعضهما"، موضحًا: "أدركت السلطة الفلسطينية أن استهداف حماس لن يقضي عليها لأنها حركة أيديولوجية متأصلة في الشعب الفلسطيني؛ وحماس على دراية تامة بأنها لا يمكنها إقامة دولة فلسطينية مستقلة بدون مساعدة فتح."
وذكرّت الصحيفة، بمقابلة لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية مع وكالة بلومبيرغ، قال فيها إن "النتيجة المفضلة للسلطة الفلسطينية في حرب غزة ستكون انضمام حماس إلى حكومة وحدة تقودها السلطة الوطنية."
أما الكاتب قصي حامد، فقال إن الحرب الإسرائيلية على غزة، قد تنتهي بتعزيز الجناح السياسي لحماس على حساب جناحها العسكري، موضحًا: "في أي حركة ثورية، يجب أن يكون هناك حصاد سياسي للأفعال العسكرية".
وأضاف حامد: "هناك صدامات داخلية في حركة حماس، وسيكون المساحة مفتوحة للجانب السياسي بعد الحرب، في وقتٍ لن يكون العالم بأسره متسامحًا معهم."
وقالت الصحيفة البريطانية، أن تكتيكات حركة حماس أسفرت على إجبار الاحتلال على الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ويقارن الفلسطينيون تأثيرها بشكل حاد مع تأثير السلطة الفلسطينية، التي أُنشئت قبل 30 عامًا بعد اتفاقيات أوسلو للتنسيق الأمني مع الاحتلال والتعاون معه في سبيل "الدولة الفلسطينية".
ولفتت الصحيفة إلى استطلاع رأي، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث المسحية أظهر ارتفاعًا بدعم حماس خلال نوفمبر بأكثر من ثلاث مرات في الضفة الغربية مقارنة بثلاثة أشهر مضت، 70٪ من المشاركين قالوا إن المقاومة المسلحة هو أفضل وسيلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
على عكس ذلك، انخفض دعم الرئيس عباس بشكل حاد بعد عملية طوفان الأقصى، ووجد الاستطلاع أن أكثر من 90٪ من الفلسطينيين في الضفة الغربية يطالبون بتقديم استقالته.
وقالت الصحيفة: "تُعتبر السلطة الوطنية فاسدة وغير فعّالة، ولم تكن قادرة على دفع رواتب موظفيها أو شرطتها منذ السابع من أكتوبر، بسبب الانقسام حول إيرادات الضرائب التي تحولها إسرائيل شهريًا."
وتقارن الصحيفة: "في حين انتشرت أعلام وشعارات حماس هنا عقب كل حافلة من الأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من قبل إسرائيل مقابل أسرى إسرائيليين في غزة، كان رئيس السلطة وقواتها الأمنية غائبين بشكل واضح."
واختتمت قولها: "قد تكون إسرائيل عازمة على حرمان حماس من السلطة في غزة، لكن نفوذها بدأ ينتشر هنا في الضفة الغربية."