شبكة قدس الإخبارية

عمليات إطلاق نارٍ في الخليل .. مقاومة الضفة تمتد من الشمال نحو الجنوب

تصميم
نداء بسومي

الخليل - خاص قدس الإخبارية: خلال الأيام الأخيرة، شهدت مدينة الخليل المحتلة تصاعدًا في عمليات إطلاق النار صوب قوات الاحتلال في بيت أمر ومستوطنة نيجهوت ومستوطنة أدورا، ومستوطنات كريات أربع، وشارع 60 في الخليل، كما وتصاعدت المواجهات في باب الزاوية، ومخيم العروب، وبيت عينون، ودورا وحاجز أبو الريش وسعير ومخيم الفوار، وترقوميا التي استهدفت فيها سيارتين للمستوطنين.

تصعيد المقاومة في مدينة الخليل، يأتي بالتوازي مع حالة غليان تشهدها الضفة الغربية منذ أشهر، خاصة في مناطق شمال الضفة الغربية ومدينتي نابلس وجنين، والتي على إثرها أطلق جيش الاحتلال عملية أسماها "كاسر الأمواج" في مارس\آذار الماضي، لمواجهة تصعيد الضفة الغربية.

الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري يقول "إن الخليل هي الأسد النائم، بمعنى أنها تراقب بصمت وتنقض، وأن الاتساع جاء أيضًا نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والقتل الذي يمارسه اتجاه الفلسطينيين، فكيف يمكن للوعي الفلسطيني أن يتحمل وأن يستكين وأن يبقى في حالة هدوء."

ويقرأ المصري في حديثه لـ "شبكة قدس" أن ما يحدث في الخليل هو حالة وامتداد طبيعيان، وردة فعل طبيعي للفلسطيني الذي يرى شعبه يتعرض لاضطهاد وقتل كل يوم، موضحًا، أن الاتساع في رقعة المقاومة لا يقتصر على مستوى مدينة الخليل، بل ستشمل كل الضفة المحتلة، وأن الوعي الجمعي الفلسطيني لا يقبل عزل منطقة لوحدها، وأن يقبل أن تشكّل حالة ثورية دون الآخرين، بل إن الشعب الفلسطيني يخوض عملية تحرر ضد الاحتلال، وهو فكر يمتلكه كل فلسطيني.

ويشير المصري إلى أن الاحتلال كان يهدف لعزل المدن الفلسطينية فكريًا واقتصاديًا، وزرع قيم استهلاكية مكان الوطنية، وتوقع أن يحصل هناك جغرافيا متقطعة كل لديه همه الاقتصادي ومصالحه وبالتالي تسهل السيطرة، إلا أن يحصل صدمة لهذا العدو الصهيوني، قد ظهرت وحدة عضوية لكل الهم الفلسطيني.

ويرفض الكاتب والمحلل السياسي وصف حالة مقاومة الخليل أو أي مدينة أخرى وكأنها كانت منعزلة عن الأحداث الفلسطينية، بل إن الأمر يتعلق بترتيبات ميدانية، مشددًا على أن العمل الثوري ممتد على جميع مناطق الضفة المحتلة، لكن نوعيته تختلف أحيانًا تبعًا لظروف المنطقة وحالتها العسكرية.

ويستدل المصري في حديثه على أن "الشاباك" تحدث قبل فترة عن استطاعته اعتقال خلية تتبع لحركة حماس في مدينة الخليل، كانت تنوي فعل عمل مقاوم، وهو ما يثبت أن المقاومة ممتدة وهي الحالة الطبيعية للفلسطينيين.

من جانبها، تقول الكاتبة والمحللة السياسية لمى خاطر إن الضفة الغربية وعموم الساحات الفلسطينية هي ساحة واحدة، وطبيعي أن ينتشر التأثير فيها سريعًا استجابة لمتطلبات النهوض بالحالة المقاومة وواجب تغذيتها، وهذا ما تقوله تجارب الهبات والانتفاضات السابقة، لكن قد تتركز الكثافة كل هبة في منطقة جغرافية واحدة، وسرعان ما تلحق بقية المناطق بالركب.

وتتابع خاطر حديثها لـ "شبكة قدس": "فمثلًا في هبة القدس 2015 تركزت العمليات في منطقة الخليل، وحاليًا في شمال الضفة، لكن عموم الضفة تشارك في الأنماط الشعبية المختلفة كاستهداف آليات الاحتلال والمستوطنين عبر الطرق الالتفافية ونقاط التماس"

وترى خاطر في اتساع رقعة المقاومة حتى جنوب الضفة المحتلة، أن فكر وثقافة المقاومة باتت حاضرة بقوة في ساحة الضفة الغربية وما تزال تتجلى بصور مختلفة، رغم كل محاولات طمسها وتغييبها على مر السنوات الماضية، لكنها ستظل تتجدد وتحمل عبء مواجهة الاحتلال.

حول دخول الخليل لخط المواجهة في ظل عملية "كاسر الأمواج"، يقول المحلل السياسي والمحاضر في جامعة بيرزيت أشرف بدر إن القاعدة معروفة لكل فعل ردة فعل، والقمع والقتل والممارسات الاحتلالية العنيفة تجاه الشعب الفلسطيني تنتجُ مزيدًا من ردود الأفعال تجاه الشعب الفلسطيني، للرد على المحاولات القمعية الوحشية، وهذا بدوره يشعل أوصال المقاومة في الضفة الغربية.

ويضيف بدر في حديثه لـ "شبكة قدس": طالما سبب المقاومة موجود هو الاحتلال فالمقاومة متجددة، قد تتغير أشكالها وتقوى وتضعف وتكون حالة من المد والجزر، لكن الظروف المحيطة بالشعب الفلسطيني وانسداد الأفق السياسي، وتغول الاحتلال على الأرض كلها عوامل تساهم في ازدياد وتيرة المقاومة، واتساع رقعتها بجميع أشكالها.

وينوّه بدر، إلى أننا كفلسطينيين نستقي معلوماتنا حول العمليات من الإعلام، دون وضوح التفاصيل حتى اللحظة، ودون معرفة إن كان هذا التصعيد الواسع يدخل في إطار الهبة الموسمية كما حدث عامي 2016 و2017، أو هو عمل منظم ومرتب.

#المقاومة #الخليل