شبكة قدس الإخبارية

اقتحامات المسجد الأقصى..إلى أين وصل الاحتلال في مخططاته؟

Screenshot (1399)

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ما زال الاحتلال ماضياً في مخططاته للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وتزداد شراسة الهجمة على المسجد والمرابطين فيه، في الأعياد اليهودية.

برنامج "المسار" الذي تقدمه الزميلة لينا أبو الحلاوة، عبر "شبكة قدس"، فتح ملف المخططات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وكيف يمكن للفلسطينيين والمسلمين مواجهتها؟ مع عدد من النشطاء والمختصين في شؤون القدس والمسجد الأقصى.

إلى أين وصلت مخططات الاحتلال في الأقصى؟

وقال الباحث جمال عمرو، إن الناس تكتفي بالحديث عن ما يدور في المسجد الأقصى على "تفاصيل" مثل ما يتعلق بملابس المستوطنين وغيرها، وأوضح: يجب عدم الاكتفاء بوصف اقتحامات المستوطنين بل الغوص في أعماق المسألة برؤية عميقة وذات مغزى.

وأضاف: القضية ليست مقتصرة على منظمات استيطانية تتلقى الدعم من 1000 منظمة صهيونية في الخارج، بل أعمق بكثير، هؤلاء مجرد أدوات يجري الزج بهم حتى يشغلوا بالنا في هذه التفاصيل، لكن في الحقيقة أن الحركة الصهيونية تدير الأمور بطريقة أعمق وأكثر دهاءً.

واعتبر أن الاقتحامات هدفها "سياسي وعسكري"، وقال: هذه العمليات تدار منظومة خطيرة على السلم العربي والفلسطيني وحتى العالمي، حكومة الاحتلال بكل أشكالها سواء يسارية أو يمنية أو مشارك فيها عرب، منغمسة في إلغاء القضية الفلسطينية كلها وعلى رأسها الأقصى، وما زال "الأقصى في خطر" الشعار الذي أطلقه الشيخ رائد صلاح وصحبه في مهرجانات أم الفحم.

وتابع: الحريق الذي أشعله الاحتلال في الأقصى عام 1969 ما زال مشتعلاً.

ما المطلوب من فلسطينيي الداخل لمواجهة مخططات الاحتلال في الأقصى؟

من جانبه، قال رئيس لجنة الحريات في لجنة متابعة الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 الشيخ كمال الخطيب إن الاحتلال اعترف أنه ارتكب خطأين استراتيجيين في تاريخ الكيان، وهي عدم تهجير بقية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 وعدم هدم المسجد الأقصى في حرب عام 1967.

وأكد الخطيب أن المسجد الأقصى "برميل البارود" في المنطقة، وأوضح: المسجد الأقصى سيحطم كل أحلام الحركة الصهيونية، وفي الداخل ما يقارب 2 مليون فلسطيني هم الأقرب للمسجد، في ظل منع أهالي غزة والضفة من الوصول له.

وتابع: شرطة الاحتلال نصبت حواجز على مداخل القدس لمنع الحافلات من الوصول إلى المسجد الأقصى، الاحتلال ينظر بخطورة إلى أهالي الداخل منذ بدأت خطوات الحركة الإسلامية عام 1996 ورفع شعار "الأقصى في خطر".

واعتبر أن كل الساسة في دولة الاحتلال يريدون جذب أصوات الناخبين من خلال تنفيذ مخططات استيطانية في القدس والمسجد الأقصى.

وشدد على أنه لا خلاف بين المستوطنين وحكومة الاحتلال على استهداف المسجد الأقصى.

وقال: إذا كان عدونا مجمع على استهداف المسجد الأقصى، لماذا لا نجتمع نحن على مواجهة هذه المخططات؟ في الداخل الفلسطيني للأسف هناك من تحالف في الحكومة مع من اعتدى على المسجد الأقصى، لا استوعب كيف في اليوم الذي يقتحم فيه المسجد الأقصى بحماية جيش الاحتلال يجري تهنئة غانتس برأس السنة العبرية من قبل الرئيس الفلسطيني، وفي المحيط العربي وقعت الأنظمة على اتفاقيات التطبيع التي تنص على أنه "من حق كل ينتمي إلى سلالة إبراهيم الصلاة في جبل الهيكل".

واعتبر أن المشروع الصهيوني في المسجد الأقصى "سيفشل"، وقال: لن ينجح الصهاينة سواء في بناء الهيكل أو اقتطاع جزء من المسجد الأقصى، وعيونهم الآن على منطقة مصلى باب الرحمة، شعبنا الذي أعاد فتح المصلى وانتفض لإزالة البوابات الإلكترونية، لا أقول إن الظروف سهلة أو أن المشروع الصهيوني تعب بالعكس يستعد لمرحلة جديدة، يصبح فيها إيتمار بن غبير هو بيضة القبان ويساهم في تشكيل الحكومة ويفرض عليها أجندته.

وتابع: لكن هذا لن يكون لصالح المشروع الصهيوني، عندما يدرك شعبنا حجم المؤامرات فإنه سينتفض للمواجهة، هذا المسجد الأقصى أرض مباركة وشقيق الحرمين.

واتهم شخصيات عربية رسمية وأخرى في المسجد الأقصى بالتآمر على المرابطين والمرابطات.

“الطوفان"

ويرى الباحث والناشط فخري أبو ذياب، أن الاحتلال يسعى لتحويل مدينة القدس إلى "طاردة" للفلسطينيين من أجل تهجيرهم منها.

وأكد أن الفلسطينيين في القدس هم "صمام الأمان" للمسجد الأقصى، وأشار إلى هبة البوابات في عام 2017 والانتفاضات الأخرى التي خاضها المجتمع الفلسطيني في القدس.

واعتبر أن الاحتلال أراد إبطال مفاعيل الوحدة الاجتماعية، في القدس، من خلال تقسيم الأحياء وإنفاذ المشاريع الاستيطانية في الأقصى والأحياء المحيطة به.

وقال: الاحتلال استخدم سياسة الإبعادات عن المسجد الأقصى، ثم أضاف لها تحديد أعمار من يدخل إلى المسجد الأقصى، وهنا يأتي دورنا لإبطال هذه المخططات، إذا تواجد الناس في الأقصى ومحيطه بالأعداد التي كانت في هبة البوابات وغيرها، لا يمكن للاحتلال أن يصمد أمامنا.

وذكر أن الجماعات الاستيطانية استخدمت عبارة "الطوفان" من التوراة في سبيل حشد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، وأضاف: يجب أن يكون الطوفان من الفلسطينيين بشكل معاكس لإبطال مشاريع الاحتلال الاستيطانية.

وأشار إلى أن الاحتلال بدأ بمشروع لتقليل أعداد الواصلين إلى المسجد الأقصى، وأوضح: قبل سنوات افتتح السفير الأمريكي مشروع "درب الحجاج" الذي يتضمن تقليل عدد من يصل إلى المسجد الأقصى، وهذه الخطة تأخرت ربما بسبب ظروف جائحة كورونا، وهذا يؤكد على أهمية التواجد الفلسطيني في المسجد، وهذه مسؤولية الأمة جميعها، وما ينقصنا هو وجود مرجعية من الوزارات والمؤسسات حتى نخرج من "ردات الفعل" إلى وضع استراتيجيات مدروسة.

عن دور المؤسسات الرسمية

ويؤكد مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي، أن ما يجري في المسجد الأقصى ليس فقط اقتحامه من قبل مجموعات من المستوطنين.

وقال: الاحتلال يسعى منذ 1967 لفرض سيادته على مدينة القدس المحتلة، كل الإجراءات في القدس كانت تهدف لتكريس هذا الواقع، لذلك يجب النظر إلى الاقتحامات ضمن منظومة كاملة تصب في صالح المشاريع الاستيطانية الكبرى.

وتابع: الاحتلال حارب رموز السيادة الفلسطينية وقادة العمل الوطني والإسلامي، واعتقلت محافظ المدينة، واعتدت على المرابطين والمرابطات كي تستبيح المسجد الأقصى كما يحصل في المسجد الإبراهيمي.

وأشار إلى أن المحافظة رصدت أكثر من 53 استيطانياً، رصد لها الاحتلال مليارات الشواقل، بهدف تقطيع أوصال الأحياء الفلسطينية في المدينة.

وشدد على أهمية الحشودات الجماهيرية في منع الاحتلال من إنفاذ مخططاته الاستيطانية كما حصل في الشيخ جراح، وباب العامود، والخان الأحمر، وهبة البوابات الإلكترونية.

وحول دور المؤسسات الرسمية في مواجهة مخططات الاحتلال وبينها تسريب الأراضي والعقارات، قال: هذه القضايا متابعة على أعلى مستوى، وهذا الملف هو الذي تسبب باعتقال شادي مطور وعدنان غيث، ونحن نعلم حجم الإغراءات التي تصرف لتسهيل البيع، وللأسف 70% من أصحاب هذه العقارات يعيشون في الخارج.

وأضاف: مهما رصدنا من أموال ماذا تساوي أمام ما ينفقه المستوطنون وحكومة الاحتلال لتمرير المخططات في مدينة القدس المحتلة.

ورداً على الانتقادات لتهنئة الرئيس محمود عباس لوزير جيش الاحتلال غانتس وغياب المسؤولين عن الأقصى، قال: الأقصى حاضر بشكل كبير في خطاب واهتمام المسجد الأقصى، وهذا لمسناه في خطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة، ولكن الاحتلال أوقف كل التصاريح قبل الأعياد العبرية.

الحاجة لمرجعية

ويرى الباحث جمال عمرو، أن تعدد المرجعيات وغياب قيادة وطنية موحدة تجمع الكل الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة جزء من الإشكالية.

وقال: يوما ما كانت منظمة التحرير تجمع كل الفلسطينيين، الاحتلال أكثر تشرذماً لكن لديه انتخابات تفرز منظومة سياسية، في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تجري الانتخابات الإسرائيلية الخامسة خلال أعوام فقط، لكن الصهاينة لا يسمحون بإجراء الانتخابات في القدس ويعطلون تجديد الشرعية الفلسطينية.

وشدد على الحاجة إلى مرجعية تضم مفكرين وخبراء في الاستراتيجية لوضع رؤية موحدة لفلسطينيي القدس.

 

#المسار #المسجد - الأقصى