الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: لم تكن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في نابلس وتوسعت إلى مدن وبلدات أخرى في الضفة المحتلة، خلال اليومين الماضيين، بعد اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة الأولى من نوعها.
قبل شهور من انتفاضة الأقصى، حكمت محكمة عسكرية في رفح على رائد العطار بالإعدام وعلى محمد أبو شمالة بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة وأسامة أبو طه بالسجن لمدة 15 عاماً.
بعد صدور الأحكام اشتعل الشارع في رفح، وخرجت مظاهرات عارمة تصدت لها الأجهزة الأمنية مما أدى لسقوط ضحايا وإصابات، وانتقلت الاحتجاجات إلى مدينة خانيونس.
وخلال جنازة الشبان الذين قتلوا في التظاهرات توسعت المواجهات، مما دفع السلطة لسحب عناصرها من الشوارع، ولاحقاً اجتمع الرئيس ياسر عرفات مع قادة المجتمع المدني الفلسطيني وقرر التراجع عن الأحكام.
بعد خروجهما من المعتقل عاد العطار وأبو شمالة إلى صفوف المقاومة، واستشهدا معاً في استهداف إسرائيلي خلال العدوان على غزة، عام 2014.
في أوج المواجهة خلال انتفاضة الأقصى، أقدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية على اعتقال عدد من المطاردين لقوات الاحتلال، من مختلف الفصائل.
تروي المصادر التاريخية أن اعتقال الأجهزة الأمنية للقائد في سرايا القدس محمود طوالبة ورفيقه أيمن ضراغمة، أشعل غضب الجماهير التي أجبرت السلطة على الإفراج عنهما.
بعد اعتقال القائدين انطلقت مسيرة في جنين، قدرت وسائل الإعلام حينها أن أعداد المشاركين فيها تراوحت بين 2500 - 3000 شخص، وحاصرت مقراً للأمن الفلسطيني وأصيب عدد من المشاركين فيها خلال الاشتباكات، وهو ما أجبر الأجهزة على الإفراج عنهما.
هذا الغضب الجماهيري على اعتقال المطاردين ترجمته في المظاهرات التي انطلقت في أكثر من مدينة بالضفة المحتلة، بينها نابلس، التي طالبت فيها الجماهير بالإفراج عن المطاردين الذين كانوا ما زالوا محتجزين في سجون تعرضت للقصف من طيران الاحتلال.
في 23 يناير/ كانون الثاني 2002، بعد اغتيال قوات خاصة من جيش الاحتلال للقادة يوسف السركجي، ونسيم أبو الروس، وجاسر سمارو، وكريم مفارجة، توجهت تظاهرة ضخمة إلى مقر للأجهزة الأمنية الفلسطينية وطالبت بالإفراج عن الناشط نضال أبو الروس شقيق الشهيد نسيم، وهو ما تحقق فعلاً بعد الضغط الجماهيري.
وفي رام الله، بعد وصول دبابات جيش الاحتلال إلى مناطق متقدمة في المدينة خرجت الجماهير حينها للمطالبة بالإفراج عن عدد من المطاردين، بينهم عبد الحكيم مسالمة وسلمان أبو عيد وبلال البرغوثي، ودفعت السلطة إلى الاستجابة لهذه المطالب.
وفي أعقاب حملة الاعتقالات التي نفذتها الأجهزة الأمنية بحق أنصار الجبهة الشعبية، عقب اغتيال الوزير في حكومة الاحتلال رحبعام زئيفي، انطلقت تظاهرات في رام الله والبيرة تطالب بوقف الاعتقالات السياسية والإفراج عنهم.
وتروي المصادر التاريخية، أن السلطة اعتقلت العقيد أحمد حميدان أحد قادة المقاومة في نابلس، الذي قدم خبراته العسكرية التي اكتسبها من عمله في الثورة الفلسطينية وجيش التحرير، إلى الفصائل الفلسطينية كافة، بعد ضغوط أمريكية، وبعد زيارة أجراها قائد في المقاومة لحميدان في السجن هدد بإطلاق قذائف هاون على جبل جرزيم حيث تتمركز قوات من جيش الاحتلال، في حال لم يفرج عنه خلال ساعة، وعلى السلطة أن تتحمل المسؤولية، الأمر الذي أجبر الأجهزة على الإفراج عنه.