في البلاد التي يقف فيها ناصر أبو حميد على عتبات الموت وحيداً يقاتل... منى الخصيب ترى النور ووالدها معتقل في سجون البلاد بأريحا.
أي امتهان لكرامة الناس هذا؟ وأي احتقار لمشاعر من يقدم أولاده للبلاد لتبقى بحرية وكرامة؟ وأي احترام سيتبقى للبلاد وأهلها بعد أن يرزق أبناء البلاد أطفالهم وهم مغيبون في سجوننا؟
ناصر أبو حميد كله يتلاشى اليوم أمام أعين الثورة والقادة وأبناء الذوات والعائلات من تملكو البلاد وسفاراتها وخزائنها وفي ذات الوقت الذي يذوب فيه أبطالنا كما الشمع نقتل نحن قهراً على الحال الذي وصلنا له.
أحمد الخصيب رزق اليوم بطفلته البكر "منى" وقبله أحمد أبو هريش الذي رزق بطفله البكر "كرم" وهو للآن ضائع في زنازين البلاد.
أي بلاد هذه التي تقتل أبنائها قهراً وتقتل فيهم الولاء لهذه الأرض التي ندفع ثمنها دماء وسنوات طويلة في السجون.
هذه البلاد اليوم تشكونا يومياً إلى الله وتستصرخ فينا أمانة الرجال، هل من أجل هذا يموت الشهداء؟ هل من أجل هذا يذوب أبطالنا في السجون؟
هذه البوصلة التي تشوهت منذ سنوات آن الأوان أن تصحح نفسها بنفسها أو سنخسر أنفسنا والبلاد.