اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قبول الرئيس محمود عباس استقالة رامي الحمد الله "يعكس عمق الأزمة الحقيقية التي تعاني منها مؤسسات السلطة، نتيجة وجود مراكز قوى وتجاذبات كثيرة، وتنازع في الصلاحيات أوصلت إلى ذلك".
وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن استقالة الحمد لله يجب أن تكون بمثابة الخط الفاصل بين مرحلة التدهور الحاصلة في مؤسسات السلطة، ومرحلة بنائها من جديد على أسس ديمقراطية ووطنية".
وأضاف: "إنّ هذا لا يتحقق إلا بالتطبيق الفعلي والتام لكافة بنود اتفاق القاهرة، بما فيه تشكيل حكومة توافق وطني تنهي الانقسام، وترعى مصالح الشعب وتلبي طموحاته".
وأعلن الناطق باسم الرئاسة نبيل أرو ردينة صباح اليوم قبول الرئيس استقالة د.رامي الحمد الله، التي قدّمها عصر الخميس الماضي، وذلك بعد أسبوعين من تعيينه رئيسا للحكومة خلفا لسلام فياض الذي استقال قيل نحو شهرين، وكفله بتسيير أعمال الحكومة. من جانبه قال القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل: "عندما استقال رامي الحمد الله قلنا في "حماس" إنه استقال لأنه لم يجد ظهرا يحميه من تغول عباس وفريقه، وهذا يذكرنا بأيام فوز "حماس" بالانتخابات وتكليف اسماعيل هنية برئاسة الحكومة، حيث عمد عباس لسحب كافة الصلاحيات منه، فإذا كان هذا قد جرى مع هنية وهو منتخب وفق أدوات ديمقراطية شرعية، فما بالك بالحمد الله وقد تم تعيينه من دون أن يكون ثمرة لعملية انتخابية!".
وأضاف: "نحن نعتقد أن استقالة الحمد الله هي نتاج طبيعي أمام المشهد اللاحضاري الذي يقوده عباس، وهو مشهد التنسيق الأمني والفئوية الرخيصة، ولذلك قبل عباس استقالة الحمد الله، وإذا جاءت أي شخصية أخرى لن يجد طريقا للاستمرار لأن هذه غابة لا يحترمون فيها إلا من يتغاضى عن الفساد المالي والإداري ويقبل بالعمل لصالح التنسيق الأمني مع الاحتلال".
وجدد البردويل موقف "حماس" الرافض لشرعية عباس، وقال: "عباس ليس رئيسا شرعيا، وانتهت صلاحيته منذ مدة ولم يعد رئيسا إلا عندما وافقت "حماس" على أن تتوصل معه إلى تفاهمات، ومن ذلك عاد وأخذ اسم الرئاسة تحت شعار الوفاق، أما وقد أدار ظهره للوفاق، فإنه ليس مخولا بأن يشكل حكومة، بل إن عباس تحول إلى عقبة في طريق المشروع الوطني الفلسطيني".