شبكة قدس الإخبارية

عملية القدس: كيف فشل الأمن الإسرائيلي أمام منفذ العملية؟

5

القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: 6 ساعات خلالها بقي منفذ عملية القدس الفدائية حراً يتجول في المدينة، التي تعمل دولة الاحتلال بكل إمكانياتها لإثبات نظرية "العاصمة الموحدة" عليها، أثبت خروقات جديدة في البنية الأمنية الإسرائيلية، ضمن سلسلة من الفشل الأمني المتزايد مع كل عملية.

الضربة الأولى للمنظومة الأمنية للاحتلال التي وجهها منفذ العملية، كانت في اختيار موقع العملية. فتح المنفذ النار من مسدسه على حافلة للمستوطنين، كانوا يخرجون من موقع حائط البراق، الذي تسيطر عليه دولة الاحتلال وتفرض عليه إجراءات أمنية مشددة، لاعتبارات سياسية وميدانية مختلفة، بينها أنه أحد المواقع التي يحتشد فيها المستوطنون باستمرار.

بعد إطلاق النار على الحافلة، تجول منفذ العملية في الميدان وأطلق النار نحو أهداف أخرى للمستوطنين، وأصاب عدداً منهم، وانسحب من المكان بسلام دون أن تصيبه رصاصة واحدة من قوات الاحتلال، التي تحشد عادة عشرات العناصر في كل شارع بمدينة القدس.

بعد العملية تنقل المنفذ بسلاحه في المدينة، التي فرضت عليها الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية حصاراً مشدداً، واقتحمت مناطق واسعة فيها، دون أن تتمكن من اعتقاله.

سلّم منفذ عملية القدس نفسه، ولم تحقق أذرع أمن الاحتلال أي إنجاز في هذه العملية، بدءا من قدرة المنفذ على تنفيذ العملية في منطقة حساسة أمنيا، ثم تمكنه من الانسحاب، وأخيرا عدم تمكن مخابرات الاحتلال من اعتقاله. في المحطات الثلاث لهذه العملية، لم تسطع أذرع الاحتلال أن تنسب لنفسها أي إنجاز، فذهبت للترويج إلى فكرة أنه سلّم نفسه تحت الضغط بعدما حاصرت القوات كل المناطق التي تفترض أنه قد يتواجد فيها،  لو كان الأمر كذلك، ولو لم يكونوا فشلة، لما استطاع أن يتنقل مرة أخرى بمسدسه في ظل استنفار أمني شديد، ويصل لمركز الشرطة.

تأتي عملية القدس، بعد عمليات اغتيال نفذها جيش الاحتلال بحق قادة للمقاومة في غزة ونابلس، وحاول من خلال أذرعه الإعلامية شن حرب نفسية على المجتمع الفلسطيني، لإيقاع هزيمة به، وهذا يظهر بوضوح من خلال المقطع المصور الذي نشرته قوات الاحتلال بعد اغتيال القائد إبراهيم النابلسي ورفيقه إسلام صبوح، لقوات "اليمام" وهي تتجول في أزقة البلدة القديمة بمدينة نابلس، وتطلق النار على كل ما يقع نظر الجنود عليه، لإيصال رسالة للفلسطينيين أن "لا أمان لأحد يقاوم إسرائيل"، لكن عملية القدس جاءت لتقلب الحرب النفسية مجدداً على مجتمع المستوطنين.

تقول الإحصائيات الإسرائيلية إن 60% من مجتمع المستوطنين فقدوا الشعور بالأمان، في ظل المواجهات مع المقاومة الفلسطينية في غزة والعمليات الفدائية المستمرة في الداخل والضفة، وبذلك يصبح الفشل في منع العمليات عاملاً جديداً في هز الثقة الإسرائيلية بالأجهزة الأمنية والعسكرية.

 

#عملية - القدس