فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: ذاع صيت المطارد إبراهيم النابلسي من البلدة القديمة في مدينة نابلس خلال العام الأخير عقب معركة سيف القدس، خاصة بعد اغتيال ثلاثة مطاردين من رفاقه وهم أدهم الشيشاني ومحمد الدخيل وأشرف المبسلط في فبراير 2022، حيث نجا من محاولة اغتيال كانت وشيكة في حينها.
واليوم الثلاثاء، 9 أغسطس 2022، اغتالت قوات خاصة إسرائيلية المطارد النابلسي برفقة الشهيد إسلام صبوح اللذان كانا يتواجدان في نفس المنزل بالبلدة القديمة بنابلس عقب اشتباك مسلح استمر لساعات، إضافة إلى استشهاد الفتى حسين طه الذي ارتقى برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحامه البلدة القديمة.
من هو المُطارد النابلسي؟
ولد إبراهيم النابلسي الملقب بـ"أبو فتحي" عام 2003، وارتقى بعدما أطلق مئات الرصاصات وخاض عشرات الاشتباكات المسلحة ورفاقه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
والنابلسي، واحد من بين عدد من الشبان الذين يتهمهم الاحتلال بتنفيذ عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي واستمرت مطاردته حتى استشهاده، اليوم.
وبحسب مصادر "شبكة قُدس" فإن النابلسي تجمعه علاقات متينة بالأسير عبد الحكيم شاهين، الذي كان أحد أبرز المطلوبين للاحتلال، واعتقلته قوة خاصة من شارع عصيرة في منتصف نوفمبر 2021. ونشط شاهين قبل اعتقاله في إحدى المجموعات العسكرية للمقاومة داخل البلدة القديمة في نابلس خلال معركة سيف القدس في مايو 2021.
وتعتبر عملية اغتيال الشيشاني والدخيل والمبسلط من أبرز محاولات اغتيال النابلسي التي نجا منها، والتي وقعت في شهر فبراير الماضي، بعد أن حاصرت قوة إسرائيلية مركبتهم من عدة اتجاهات في حي المخفية، وأطلقت النار تجاهها بكثافة، حيث كان الشهداء الثلاثة الهدف التالي للاحتلال عقب اعتقال شاهين.
واشتهر النابلسي بالاشتباكات المسلحة التي خاضها مع جيش الاحتلال في مدينة نابلس والمنطقة الشرقية، وإطلاق النار صوب حواجز ونقاط عسكرية للاحتلال تحيط بالمدينة مثل حاجز حوارة، كما وشارك في إطلاق النار على حافلات المستوطنين أثناء اقتحامها لقبر يوسف.
وذكرت مصادر "شبكة قُدس"، أن مجموعات المقاومة المسلحة التي انطلقت من البلدة القديمة وظهرت للعلن إبان معركة سيف القدس؛ كانت تنفذ عمليات إطلاق نار خاطفة ومتكررة، استهدفت فيها نقطة جرزيم العسكرية، وحاجزي بيت فوريك وحوارة.
ورغم الضربات الإسرائيلية المتلاحقة التي استهدفت فيها مجموعات المقاومة المسلحة حديثة التأسيس، إلا أنها لا تزال مستمرة وعدد من مقاتليها مطلوبون لـ"الشاباك"، وبالرغم من صغر سن المقاتلين وعدم وجود خبرة سابقة لديهم إلا أنهم ثبّتوا معادلة اشتباك جديدة في نابلس بموازاة ظاهرة الاشتباك المستمرة في جنين.
وخلال مطاردته وعقب استشهاده؛ تحوّل النابلسي لـ"بطل شعبي" بعد نجاته من عملية الاغتيال، واستمراره في الاشتباكات المسلحة. وساهمت البلدة القديمة في تشكيل حاضنة قوية للمطاردين وقدمت الدعم اللوجستي لهم خلال المطاردة، وهذا يعود لطبيعة جغرافية المكان والإرث التاريخي المقاوم فيه، إضافة للبيئة الاجتماعية التي تقوم على رفض الاحتلال.
الرسالة الأخيرة!
بعث الشهيد إبراهيم النابلسي، صباح الثلاثاء، بوصية له عبر رسالة صوتية، خلال محاصرته من قبل قوات جيش الاحتلال، طالب فيها بعدم ترك السلاح والدفاع عن الوطن.
وقال في رسالته: "أنا بحب إمي كثير يا شباب، ولو استشهدت ما حدا يترك البارودة".