شبكة قدس الإخبارية

كيف يمكن قراءة عملية اعتقال القيادي السعدي واستنفار الاحتلال على جبهة غزة؟

1048990726_0_161_3070_1888_1920x0_80_0_0_d6d01eb3c78de6e75a030e93bdfc7170
ابراهيم الفارس

العملية العسكرية الإسرائيلية، التي نفذتها قوات الاحتلال الخاصة في جنين، ترتبط أهدافها بشكل وثيق مع العملية التي جرت في نابلس قبل أيام. وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الهدف من عملية نابلس كان بالأساس توجيه رسالة إلى المقاتلين والمطاردين بأن الجيش قادر على الفعل والعمل في المناطق التي يفترض أنها آمنة، وبالتالي إفقاد المقاتلين الشعور بالأمن. في جنين، غالبا كانت الحسابات ذاتها إلى جانب أبعاد عملية أخرى، فجرى اختيار الشيخ القيادي بسام السعدي كهدف يؤدي اعتقاله إلى ضخ إعلامي كثيف - يحقق الهدف - وذلك لرمزيته سواء في المخيم وفي حركة الجهاد الإسلامي وكذلك بالنسبة للفلسطينيين ككل.

لكن النتيجة غير المباشرة للعملية التي كان من المفترض أن رسالتها عبارة عن ضربة للروح المعنوية للفلسطينيين، كانت عكس ما توقع الاحتلال أو شاء. استيقظ الفلسطينيون والإسرائيليون على عناوين رئيسية كبيرة: توقف حركة القطارات في الجنوب. إغلاق طرق في مستوطنات غلاف غزة. منع المزارعين من الوصول للأراضي المحاذية للقطاع. رفع درجة التأهب في الضفة وفي القبة الحديدية. ثم جاءت قناة كان العبرية لتكشف أن الصور التي انتشرت للقيادي السعدي كان الهدف منها هو تهدئة الأوضاع على جبهة غزة.

ثم أن تربط العناوين الرئيسية على المواقع والصحف الإسرائيلية بين عملية اعتقال قيادي في الضفة وبين رفع درجة التأهب في القبة الحديدية وعلى السلك الفاصل مع القطاع وفي المستوطنات، فهذا يعني أن حضور غزة في معادلة الردع قائم ومستمر. بالإضافة لما سبق، فإن هذا مدخلُ مفاجئ في قواعد الاشتباك حتى لو اتسم بالآنية، يعني عمليات الاعتقال قد تصبح ضمن دائرة الرد من غزة، ولا يمكن لهذه المعادلة أن تكون مفتوحة ويومية واستراتيجية بتفاصيلها وحدودها، حتى لا يحملها الناس أكثر مما تحتمل، لكنها سابقة تؤكد أن من يقرر الفعل هو المقاومة بدون حسابات أو قواعد تقليدية متعارف عليها ضمنا مع الاحتلال.

الإشارة الأخرى المهمة في سياق حدث اعتقال القيادي السعدي، هو رفع قيادة جيش الاحتلال لدرجة التأهب بالضفة الغربية وزيادة عدد القوات على الشوارع الرئيسية تخوفا لوقوع عمليات إطلاق نار خاصة في منطقة جنين. هذا القرار العسكري الإسرائيلي يفترض أن الاشتباك وإطلاق النار لن يبقى طويلا داخل المخيم أو البلدة القديمة بل سينتقل في لحظة ما إلى الشوارع التي يمر منها المستوطنون، بمعنى الانتقال من الدفاع للهجوم الذي عادة ما يكون قاتل. بالإضافة إلى أن الضفة أصبحت مدخلا مهما في الحسابات الأمنية الإسرائيلية.

يمكن تلخيص ما سبق بالتأكيد على أن المقاومة في قطاع غزة لن تسمح بإضعاف الروح المعنوية للضفة الغربية بعد اشتداد حالة الاشتباك فيها وتوسعها. ولن تتوانى عن التحرك إذا ما استهدفت المقاومة بشكل عسكري واسع أو من خلال عمليات مركزة خاطفة أحد أهدافها كسر الروح المعنوية للمقاتلين والجغرافيا المقاتلة. وهذا منسجم مع معادلة سيف القدس التي رسخت الربط بين مختلف الجبهات.

#غزة #المقاومة #التصعيد #القيادي_السعدي