فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: تتسع وتيرة وكثافة حالة الاشتباك في الضفة الغربية، وخاصة في شمالها، وذلك باعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ يتحدث عن بؤر ساخنة في كل من جنين ونابلس. بينما يرصد الإعلام الفلسطيني اشتباكات أيضا في طوباس وطولكرم وغيرها من المناطق.
واللافت في ذلك، هو وحدة حال المقاتلين من كافة الفصائل، ففي نابلس على سبيل المثال كان المطاردون الذين يتواجدون في البيت المستهدف بحي الياسمينة بالبلدة القديمة، ينتمون لثلاثة فصائل، هي فتح وحماس والجهاد والإسلامي، وفق ما أكدت مصادر لـ "شبكة قدس".
مقاومون تحدث إليهم مراسل قدس في نابلس، كانوا قد تواجدوا في الحدث، قالوا إن المكان كان بمثابة نقطة يتجمع فيها مطاردون ومقاومون استعدادا لأي اقتحام إسرائيلي. هناك، لا يمكن التفريق بين مقاوم ومقاوم وفصيل وفصيل، فالكل يحمل سلاحه وتتساوى الأفعال والأهداف، حسب قولهم.
وفي البلدة القديمة بنابلس هناك مطاردون للجبتهين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، تقول المصادر لـ "شبكة قدس". وقد كان للجبهتين ظهور مسلح لافت في بلدة يعبد قضاء جنين، خلال تشييع جنازة الشهيد سميح عمارنة في 11 يونيو الماضي، وقد شارك بالجنازة مقاتلون من مختلف الفصائل.
أما في جنين، فهي الأخرى شهدت عروضا عسكرية مشتركة للفصائل الفلسطينية. قبل شهر تقريبا وثقت عدسة "شبكة قدس" عرضا عسكريا لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وهو مشهد تكرر في الأشهر الأخيرة. هذا إلى جانب عروض شارك فيها مقاتلون من كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح.
ويتفق مراقبون أن الضفة الغربية تتحول شيئا فشيئا إلى ساحة مواجهة شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الفصائل الفلسطينية تضخ بإمكانيتها لتطوير وتفعيل حالة الاشتباك أكثر، ولا يخلو الأمر من جهود شخصية من مقاومين قرروا الانخراط في الحالة حتى لو بدون بعد فصائلي تنظيمي.
القناة العبرية 12 نشرت اليوم الأحد تقريرا قالت فيه إن الاشتباكات التي شهدتها نابلس هي الأعنف منذ سنوات، وهي مؤشر خطير بالنسبة للمؤسسة الأمنية لدى الاحتلال. واعتبرت أن ما يحدث في جنين ونابلس قد ينتقل لمناطق أخرى في الضفة الغربية، وهو سيناريو قلق بالنسبة للاحتلال.
تفاصيل ما جرى في نابلس
مقاومون تواجدوا في المكان رووا لـ "شبكة قدس" تفاصيل عن الاشتباك الملحمي الذي خاضوه، بعدما اكتشفوا القوة الإسرائيلية بمجرد وصولها، ففتحوا النار باتجاهها في منطقة ضيقة، وقد تم محاصرتها لأكثر من 40 دقيقة. شهود عيان قالوا إن إصابات وقعت في صفوف الاحتلال، ولا زالت آثار الدماء وبعض مقتنيات القوة في المكان.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها قدس، فقد حاصر الاحتلال منزلا اشتبه بوجود مقاومين فيه، وأطلق باتجاهه الصواريخ المحملة على الكتف، ليتبين له لاحقا أن معلوماته غير دقيقة. لكن ذلك لم يمرّ دون مواجهة، فقد وقعت اشتباكات وصفها الاحتلال بـ الأعنف منذ سنوات، ووصل مقاومون من البلدة القديمة وخارجها. يقول شهود عيان لـ قدس إن عشرات المقاومين كانوا يطلقون النار بشكل كثيف باتجاه قوات الاحتلال.
أما المجموعة التي حاصرها الاحتلال، فقد انقسمت إلى قسمين بهدف الانسحاب، خلال انسحاب المقاومين اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الخاصة. وخلال تحرك القسم الأول من المجموعة، أصيب الشهيد محمد العزيزي برصاصة استقرت في صدره، واستشهد على الفور.
وعند تحرك القسم الثاني من المجموعة، تقدم الشهيد عبود صبح لإطلاق النار على قوات الاحتلال والتغطية لانسحاب باقي رفاقه وهو ما أدى لكشف موقعه وباغته قناص برصاصة في الرأس وتمكن رفاقه من الانسحاب بسلام.
يقول مقاومون تواجدوا في المكان لـ قدس إن الشهيدين صبح والعزيزي ارتقيا خلال الاشتباك، ولم يفلح الاحتلال بمهمته القضاء على باقي المجموعة التي حاول اغتيالها، والتي كانت مؤلفة من سبعة مقاومين، وقد استمرت محاولاته ساعات لكنه ومع تزايد أعداد المقاومين والكثافة النارية، اضطر للانسحاب والتراجع.
في البداية، حاول الاحتلال الترويج بأن المهمة اكتملت، لكنه اعترف لاحقا عبر إعلامه أن الجزء الأكبر من المقاومين نجا، وأن قواته واجهت مقاومة لم تشهدها نابلس منذ سنوات.