شبكة قدس الإخبارية

محللون سياسيون لـ قدس: لقاء بايدن بعباس شكلي ولا مضمون سياسي في الزيارة

Es2c2
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: ازدادت وتيرة النقاشات مؤخرا بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، لأول مرة منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة على حساب سلفه دونالد ترامب عراب مشروع "صفقة القرن".

ورغم أن الملف الفلسطيني لا يأخذ حيزا كبيرا في أجندة الزيارة، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى الاستراتيجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والسياسة المتبعة في التعامل مع الملفات المتعلقة بها، خصوصاً وأن الرئيس محمود عباس سيلتقي ببايدن في بيت لحم على هامش الزيارة.

ولم يمنح بايدن الفلسطينيين أكثر من ساعة خلال زيارته للاحتلال التي تمتد لـ22 ساعة فقط، وهو ما يعني أن الزيارة ذات طابع سياحي وديني لبيت لحم أكثر من كونها ذات طابع سياسي، إلى جانب الإعلان عن هامش طفيف من التسهيلات ذات الطابع الاقتصادي، بحسب مراقبين.

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن بايدن لا يملك أي مشروع سياسي للتعامل مع القضية الفلسطينية سواء في مرحلة ترشحه للانتخابات أو حتى بعد تنصبيه، فهو لم يقدم أي خطاب خاص بالقضية.

ويضيف عرابي لـ "شبكة قدس" أن الإدارة الأمريكية الحالية ليست معنية بحل القضية الفلسطينية والإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت معنية بإدارة الملف وليس إنهاؤه وهذه الإدارة لا تمتلك أية أدوات أو حلول متعلقة بالملف الفلسطيني.

ويشير إلى أن الإدارة الحالية مشغولة بملفات أخرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية والملف الداخلي الاقتصادي الأمريكي إلى جانب ما تعانيه الإدارة الحالية من ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة وتراجع شعبية بايدن.

ويؤكد عرابي على أن الزيارة للمنطقة متعلقة بملفات اقتصادية خاصة بالولايات المتحدة وإن كانت الإدارة الأمريكية معنية بتسويقها على أنها دعم لصالح الاحتلال وخدمة للمصالح الإسرائيلية، عبر عمليات التطبيع في المنطقة.

ويردف: "هذه الزيارة تخدم الولايات المتحدة أكثر من خدمة الفلسطينيين أو ملفاتهم، والتسهيلات الاقتصادية تأتي في ظل عدم امتلاك أحد لرؤية سياسية والرغبة في المحافظة على دور السلطة الفلسطينية وإبقاء دورها اقتصادي دون أفق سياسي وبالتالي هذه التسهيلات لتعزيز الهدوء في الضفة الغربية والقدس المحتلتين".

ويرى عرابي أن هذه التسهيلات المقدمة تستهدف تعزيز وجود السلطة الفلسطينية مع الأزمات التي تمر بها خصوصاً الأزمات الداخلية وتراجعها شعبياً بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة والانحياز الشعبي الواضح في الفترة الأخيرة.

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض إن الاستراتيجية الأمريكية قائمة على تجاوز وتجاهل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي واعتباره شأناً إسرائيلياً داخلياً وأن المطالب المتعلقة به ليست في الأجندة المرحلية الحالية.

ويضيف عوض لـ "شبكة قدس" أن الأمريكين يتعاملون بمنطق ضعف الفلسطينيين أي يمكن تجاوزهم، وإدارة بايدن تتعامل باستراتيجية استبدال الأولويات فبدل الحديث عن الاحتلال يتم الحديث عن تسهيلات، وبدلاً من الحديث عن الملف الجوهرية يتم الحديث عن الملفات الثانوية.

ويردف قائلاً: "بدل الحديث عن إنهاء الاحتلال يتم الحديث عن دعم السلطة الفلسطينية لهذا السبب فإن الإدارة الحالية كما الإدارات السابقة تقوم بنفس الاستراتيجية التي تتمثل في التعايش مع الاحتلال وعدم الحديث عن القضية الأساسية وكيفية إطالة عمر الاحتلال".

ويرى عوض أن هذا المنهج يتم التعامل به مع الفلسطينيين منذ عام 1967 وحتى اليوم، إضافة إلى أن التسهيلات الاقتصادية هي خطوات تكميلية لا تخسر الاحتلال شيء وتفيده وتظهر بأنه يقدم خطوات للفلسطينيين وهي خطوات إجرائية ورمزية.

وفي وقتٍ سابق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول أمريكي قوله إن بايدن سيناقش محاولة صياغة اتفاق مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، "وهو أمر آمن به طوال حياته"، على حد وصفه.

وذكر البيت الأبيض أن بايدن سيزور مستشفى المطلع في القدس غدا، ويلتقي بعدها الرئيس محمود عباس لمناقشة قضايا اقتصادية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية للجيل الرابع للشبكة الخلوية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وذكر المسؤول الأمريكي أن نشر البنية التحتية الخلوية يجب أن يكتمل بحلول نهاية العام المقبل، لكن هذه الخطوة لا تعتمد أو تستند على اتفاق سياسي. مستدركا: "نحن واقعيون، لم نأت لمناقشة خطة سلام للإسرائيليين والفلسطينيين".

#ناتو عربي #زيارة_بايدن