رام الله - خاص قدس الإخبارية: أكدت فصائل وشخصيات فلسطينية، اليوم الإثنين 4 يوليو 2022، رفضها لخطوة تسليم المقذوف الذي أدى لاستشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة في مايو/ أيار الماضي برصاص الاحتلال في جنين شمال الضفة المحتلة.
واعتبرت الفصائل والشخصيات هذه الخطوة بأنها تندرج في إطار صفقة جرت بين السلطة والاحتلال والإدارة الأمريكية بهدف الحصول على بعض المكاسب في مقابل إغلاق الملف أو عدم الوصول إلى محكمة الجنايات الدولية.
في السياق، اعتبر مسؤول ملف العلاقات الوطنية في حركة حماس بالضفة المحتلة جاسر البرغوثي تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة للإدارة الأمريكية بمثابة مخرج لكل الأطراف ومن أجل تضليل الشارع الفلسطيني.
وأضاف البرغوثي في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس": "على مدار تاريخ الشعب الفلسطيني فإن الأمريكيين لم ينصفوا الحقوق الفلسطينية"، مشيراً إلى أن الحديث ينحصر في الفترة الأخيرة عن تسليم المقذوف مقابل بعض التسهيلات".
وأردف قائلاً: "الحديث عن بعض المكتسبات مقابل تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة قمة الإهانة ويجب وضع حد لمهزلة الاستخفاف بالدم الفلسطيني مقابل تسهيلات مثل سرعة الإنترنت أو زيادة التواجد على المعابر".
في ذات السياق، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إن تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة للإدارة الأمريكية حوّل الجلاد إلى قاضٍ.
وذكر حبيب في تصريحات لـ "شبكة قدس" أن الإدارة الأمريكية تريد تسوية القضية لصالح الاحتلال وهو ما يؤكد أن خطوة تسليم المقذوف خطأ فادح من السلطة.
وأشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن السلطة وافقت على تسليم المقذوف مقابل لقاء بايدن في بيت لحم؛ وما جرى خطأ كبير.
في سياق متصل، أكدت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، أنه من الخطأ تسليم المقذوف الذي قتلت به الصحفية شيرين أبو عاقلة للأمريكيين، واصفة ما جرى بأنه "محاولة لطمس الحقيقة".
وقالت أبو دقة لـ "شبكة قدس" إنه من الممكن أن يقوم الأمريكيون والاحتلال بتبديل الرصاصة ولا ثقة في الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أن الاحتلال يحصل على ضمانة كاملة من واشنطن بحمايته.
ولفتت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن ما جرى محاولة لإغلاق الملف قبل وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، داعية الحقوقيين والمراكز الحقوقية إلى الاستمرار في المطالبة بحق شيرين أبو عاقلة.
بدوره، قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية: "إن السلطة الفلسطينية أخطأت بتسليم الرصاصة للجانب الأمريكي، وذلك لعدة أسباب؛ أهمها أن واشنطن منحازة بالكامل إلى (إسرائيل) ولن تنصف الفلسطينيين".
وأوضح البرغوثي في تصريح لقناة الجزيرة، أن الفحص سيكون بالسفارة الامريكية بالقدس وهذا غير مقبول، والاحتلال سيكون جزءا من لجنة التحقيق ولا يمكن للمجرم أن يحقق مع نفسه.
وشدد على أن المطلوب الرجوع عن القرار والتمسك بتشكيل لجنة تحقيق دولية نزيهة ومستقلة، وأن لا يكون للاحتلال أي جزء من لجنة التحقيق.
في الوقت ذاته، رأى الكاتب المقدسي راسم عبيدات أن عملية تسليم المقذوف التي قتلت به شيرين أبو عاقلة تنازل عن الحق الوطني والشخصي، وهو واحد من الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها السلطة الفلسطينية كون عملية التسليم كانت في إطار صفقة مع الإدارة الأمريكية.
وقال عبيدات لـ "شبكة قدس" إن ما جرى بمثابة تخلي عن دم شيرين أبو عاقلة كما تم التخلي سابقاً عن تقرير غولدستون، مردفًا: "تسليم المقذوف تبرئة للاحتلال من دم شيرين أبو عاقلة، خصوصاً وأن الفحص تم بحضور إسرائيلي".
وأتبع قائلاً: "واهم من يعتقد أن السلطة ستتجه لمحكمة الجنايات الدولية إذ أن الصفقة التي جرت مع الإدارة الأمريكية والاحتلال تشمل تسهيلات اقتصادية وعقد لقاء مع الرئيس عباس وبايدن في المقاطعة أو بيت لحم، مع إمكانية عقد لقاء بروتوكولي مع رئيس وزراء الاحتلال الحالي يائير لابيد".