شبكة قدس الإخبارية

"جبهة مقاومة فلسطينية" تعمل على أساس خمس نقاط.. ما الذي ناقشته الفصائل في لبنان؟

562661864

بيروت - خاص قُدس الإخبارية: تعود فكرة تشكيل "جبهة مقاومة فلسطينية موحدة" للواجهة من جديد بعد التطورات التي شهدتها فلسطين خلال العام الماضي، والتي كان أبرزها معركة سيف القدس، إذ أن أبرز إنجازاتها زيادة وتيرة التنسيق في العمل المقاوم بين الفصائل الفلسطينية، وحضور مبدأ توحيد الجبهات كخيار استراتيجي، وكذلك تصاعد العمل المقاوم المسلح في الضفة الغربية بعد سنوات من الركود شهدتها هذه الجبهة.

وتشير مصادر قدس إلى أن فكرة "جبهة المقاومة" طرحت خلال الاجتماعات التي عقدتها الفصائل الفلسطينية مؤخرا في بيروت خلال زيارة وفد قيادة حركة حماس وأعضاء من المكتب السياسي للجبهة الشعبية إلى لبنان، وقد شهدت الأيام الماضية اجتماعات ثنائية وموسعة شارك فيها رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ونائب أمين عام الشعبية.

وفي السياق يؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤولها في لبنان، مروان عبد العال، أنهم طرحوا خلال لقاء رباعي مع "حماس والجهاد الإسلامي والقيادة العامة" فكرة تشكيل "جبهة مقاومة فلسطينية" تعمل وفق خمسة بنود ونقاط أساسية، لكنها رفض ذكرها كونها في إطار البحث والتطوير. مشيرا إلى أن الطابع الميداني المقاوم للبنود بحيث تشبه "الغرفة المشتركة للمقاومة في غزة" تشمل ساحات العمل الفلسطيني كلها، وفي حال تم تبنيها من الفصائل الأربعة التي حضرت الاجتماع، سيتم طرحها على الفصائل الفلسطينية كافة.

و"جبهة المقاومة" ليست بديلا عن منظمة التحرير التي تعتبر الجبهة الشعبية عضوا مؤسسا فيها، يوضح عبد العال لـ شبكة قدس. مؤكدا على أنه "يجب أن نستعيد المنظمة كي تقف على أقدامها وهذا يحتاج لمجلس وطني جديد.. المنظمة الآن تتهالك طالما يستمر المسار الذي يجعل المنظمة عبارة عن أداة للسلطة واحيانًا تحت السلطة وهذا ما لا نريده، ودورنا هنا عبارة عن عمل نضالي".

وحول التقارب اللافت بين حماس والشعبية، قال عبد العال إن الشعب الفلسطيني يتوحد ميدانيًا خلف خيارات محددة وواضحة ظهرت في جنين وهبة القدس وحرب غزة الأخيرة، وهذا له علاقة بتشتت النظام السياسي الفلسطيني القائم نتيجة الانقسام الذي كانت اتفاقية أوسلو أبرز مسبباته.

حركة حماس رأت أن فكرة الجبهة الشعبية المتعلقة بتشكيل "جبهة مقاومة فلسطينية" جاءت نتيجة الانغلاق الحاصل في ملف المصالحة"، وأوضحت أنها غير محصورة بالجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحماس وإنما طرحت لتضم شرائح الشعب الفلسطيني والمستقلين ومؤسسات المجتمع المدني؛ كإطار يسعى لحماية المقاومة الفلسطينية وتطوير منظمة التحرير دون أن تكون بديلًا عنها، يؤكد مسؤول حركة حماس في لبنان، أحمد عبد الهادي لـ قدس.

وكان وفد من حماس بقيادة رئيس مكتبها إسماعيل هنية زار لبنان قبل عدة أيام في سياق تحقيق أربعة محاور، منها: تهنئة لبنان بالاستحقاق الانتخابي وعقد لقاءات ثنائية وجماعية على مستوى الفصائل، ومتابعة طرح موضوع "جبهة مقاومة فلسطينية" ولقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للتباحث في القضايا التي تهم المقاومة.

ولم تشارك حركة فتح في اللقاءات التي عقدتها الفصائل الفلسطينية في لبنان، ولم تكن جزءا من أي مشاورات جرت. حول ذلك يقول عبد الهادي إن "فتح هي التي تغيب بإرادتها وأنا دعوتهم لاستقبال هنية في بيروت ولم يحضروا من ثم دعوتهم لمهرجان مخيم عين الحلوة ولكنهم امتنعوا.. نحن ننضوي مع فتح في هيئة العمل الفلسطيني المشترك وننسق في قضايا فلسطينيي لبنان، لكن على صعيد القضايا السياسية تتحفظ فتح من اللقاء والحديث بحجة أن كل خطوة تصب في وجهها لإيجاد بديل عن منظمة التحرير وهذا غير صحيح".

وحول إمكانية انضمام فتح لجبهة المقاومة الفلسطينية، قال عبد الهادي: لا مشكلة إن أرادت وشاءت ذلك.

وفي السياق يؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في لبنان، فتحي كليب، أن لقاءات الفصائل ناقشت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، في ظل تراجع دعم الأونروا، وكذلك الأوضاع في مدينة القدس، فيما لم يُطرح على الديمقراطية فكرة تشكيل "جبهة مقاومة فلسطينية".

ويشير كليب في حديثه لـ قدس إلى أن أولويات الجبهة الديمقراطية تتمثل بإعادة بناء منظمة التحرير ورأب الصدع بين الفصائل بناءً على مخرجات اجتماع الأمناء العامين وقرارات المجلس المركزي، وهذا يحتاج حسب تعبيره إلى نوايا صافية وإرادة سياسية. مبينًا أن طرح أيّ أطر جديدة خارج منظمة التحرير "سيعزز الانقسام وقد يعرقل مواجهة الاحتلال، لأن المنظمة خير من يعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني".

ويرى كليب أن أولويات الجبهة الديمقراطية تتمثل بالتوافق ضمن منظمة التحرير بالإضافة للضغط على قيادة السلطة والمنظمة من أجل إلزامهم بتطبيق قرارات المجلس المركزي، لذلك فإن الموقف من تشكيل "جبهة مقاومة" ليس مع أو ضد، لأن هذا يخضع للحوار.

الأحمد في لبنان

وعقب انتهاء زيارة وفدي حماس والشعبية، بدأت زيارة عضو مركزية فتح عزام الأحمد التقى خلالها الجبهة الشعبية القيادة العامة والجبهة الديمقراطية، في جولةٍ دورية يجريها الأحمد للبنان كونه مسؤول الساحة اللبنانية في الحركة.

وردا على سؤال قدس حول مخرجات لقائهم مع الأحمد وإن طرح فيه ملف توزيع مهمات اللجنة التنفيذية، أجاب عضو المكتب السياسي للديمقراطية: "لم نناقش هذا الموضوع مع عزام الأحمد، والقضايا التي طرحناها هي هموم ومخاطر تواجه شعبنا، وأخبرناه أننا لسنا موافقين على طريقة السلطة والقيادة الرسمية للمنظمة في رهانهم على الدور الأمريكي".

وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: سيكون لنا موقف ينسجم مع طبيعة المخاطر المحدقة بالقضية حال إصرار القيادة لقاء الرئيس الأمريكي بايدن وعدم تطبيق قرارات المجلس المركزي.

وحاولت قدس الحصول على تعقيب من أمين سر فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، لكنه أجل المقابلة أكثر من مرة بسبب انشغالاته، ولاحقا لم يكن أي رد من طرفه على محاولات التواصل. أما عضو مركزية فتح، عباس زكي الذي كان متواجدًا في لبنان عقب زيارة وفدي حماس والشعبية، فقد أكد عدم اطلاع حركته على طرح "جبهة المقاومة الفلسطينية" قائلًا: كنت في لبنان لحضور المؤتمر القومي العربي، وهناك إطار جبهوي واحد اسمه منظمة التحرير، ولم يتم دعوتنا لحضور لقاءات الفصائل في لبنان.

 

 

 

 

#لبنان #حماس #فتح #سيف القدس #الجهاد - الإسلامي #الجبهة - الديمقراطية #الجبهة - الشعبية #منظمة - التحرير #المؤتمر - القومي - العربي