شبكة قدس الإخبارية

مصالحات عربية وإقليمية.. ما علاقة ذلك بتشكيل ناتو جديد يضم الاحتلال؟

d1yr21335k9c
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: تشهد منطقة الشرق الأوسط والمنطقة ككل حالة من الحراك السياسي وتصفير لبعض المشاكل بين دول اتسمت العلاقة بينها بالتوتر خلال السنوات الماضية. وخلال الأيام الأخيرة جرت عدة زيارات متبادلة بين هذه الدول كان أبرزها زيارة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى تركيا، عدا عن زيارة لأمير قطر للعاصمة المصرية القاهرة، بجانب لقاءات مشتركة ذات أبعاد سياسية وعسكرية في دول أخرى.

ولا تجري هذه اللقاءات والمصالحات بعيدا عن الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقام علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، والتي عرفت بدول التطبيع العربي، بينما بعض العلاقات بقيت سرية وأخذت الطابع التنسيقي كما في حالة السعودية، التي اجتمع مسؤولون عسكريون فيها مع رئيس أركان جيش الاحتلال كما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم.

في سياق ما سبق، يدور الحديث عن تشكيل "ناتو" جديد في المنطقة يضم دولاً عربية مع الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أمريكية، تحت غطاء مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، في الوقت الذي يقوم فيه المحور الآخر بسلسلة من اللقاءات على سبيل تمتين جبهته.

ومن المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة حيث سيعقد اجتماعاً مع دول عربية في قمة ستعقد في مدينة جدة السعودية تجمع كل من الأردن ومصر ودول خليجية مثل السعودية والإمارات وقطر والبحرين بالإضافة إلى العراق.

ومع هذه الزيارة يتم الحديث عن درع جوي وآخر صاروخي بهدف مواجهة الصواريخ الإيرانية البالستية ومنع وصولها إلى الاحتلال حال اندلعت مواجهة أصبحت شبه محتملة في ظل ارتفاع التهديدات والهجمات المتبادلة بين طهران والاحتلال.

في السياق، يقول مدير مركز مسارات هاني المصري إن التطورات الحاصلة حالياً في المنطقة سلبية بالنسبة للقضية الفلسطينية، بدليل غياب الفلسطينيين عن هذه اللقاءات وقضاياهم كما الاستيطان وغيرها من الملفات.

ويضيف المصري لـ "شبكة قدس" أن ما يجري هو استبدال للحق الفلسطيني بالتعاون الاقتصادي والعسكري مع الإشارة إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحالف عسكري كامل والذي يعد أكثر خطورة من التطبيع بمفهومه العام.

ويرى مدير مركز مسارات أن بعض القضايا قد تحسمها قمة جدة فيما من غير المستبعد ألا تحسم هذه القمة كل القضايا، إذ أن هناك أطراف ولاعبين آخرين في المشهد كروسيا والصين إلى جانب إيران التي لن تبقى تشاهد هذه الاستفزازات بصمت.

ويؤكد على أن أي تعاون مع الإسرائيليين هو مضر للفلسطينيين كون ما يجري تجاوز لحقوق الفلسطينيين. ويردف: "من الوارد أن تكون هناك خطوة أقل من ناتو ثم يتطور الأمر لناتو، وبالتالي فإن هناك مجموعة من الخطوات المتدرجة التي قد تتم خوفاً من خشية استفزاز إيران بشدة لأنه حال اندلاع حرب فإن هذه الدول ستدفع ثمن هذه الحرب".

ويشير إلى أن هناك وضعا دوليا جدياد يتكون حالياً وهي الأمر الذي يدخل في الحسابات القائمة في المنطقة والإقليم، وهو ما دفع بايدن للقاء عدة دول في السعودية، إلى جانب المصالحات التي تتم في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.

من جانبه، يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي إن التحالف الجديد هو حلف عسكري فعملية التطبيع تطورت إلى مرحلة العمل العسكري المشترك، ليس ضد إيران على وجه الخصوص بل لتشمل محور المقاومة ككل.

ويؤكد لافي لـ "شبكة قدس" أن هناك جرأة عربية تصل إلى مرحلة "الوقاحة" لوقوف الجندي الإسرائيلي مع الجندي العربي الذي بالأساس مطلوب منه تحرير فلسطين، إلى جانب أن هذا التحالف حال تشكله سيعنى أن الاحتلال هو جزء من نسيج المنطقة.

ويتابع قائلاً: "الخطورة تكمن في أن الاحتلال هو قائد لهذا التحالف مع وجود رعاية أمريكية له وبالتالي فإن دول الناتو الجديد هم جزء للمشروع الصهيوني بشكلٍ مباشر وهو ما يجعل الاحتلال يرى فيه دفعة لاستدامة وجوده في المنطقة".

ويشير لافي إلى أن الاحتلال يريد ترميم صورته بأيد وأموال عربية وهو ما يعتبر إسرائيلياً إنجاز غير مسبوق، حيث يرى قادة الاحتلال أن وصول بايدن للمنطقة لتدشين الحلف الذي يساعدهم على ترسيخ وجودهم في المنطقة ورفع جهوزيتهم لأي معركة بأقل خسائر تجاه جبهتها الداخلية.

ووفق المختص في الشأن الإسرائيلي فإن هناك مؤشرات تعكس الجدية العربية أبرزها المناورات البحرية في المنطقة والمناورات الجوية التي شاركت فيها دول مثل الإمارات وتعيين ضابط أمن إسرائيلي في المنامة للتنسيق مع الجيش الأمريكي في المنطقة الوسطى.

#التطبيع #محور_المقاومة #ناتو_جديد #حلف_عسكري #ناتو عربي