رام الله - خاص قدس الإخبارية: ناقشت حلقة برنامج المسار الذي يبث عبر "شبكة قدس"، اليوم الجمعة 1 نيسان 2022، الضربات المتتالية التي طالت الاحتلال الإسرائيلي على مستوى الضفة والداخل المحتل عام 1948.
في السياق، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل إن الاحتلال يبث الإرهاب عبر بناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس واعتقال أكثر من 5 آلاف أسير، والاحتلال يسير وفق مخطط يعتمد على أنه لا حقوق سياسية للشعب الفلسطيني.
وأضاف حويل في حديثه لبرنامج المسار أن الفلسطينيين يمروا في مرحلة سياسية خطيرة بعد 30 عاماً من المفاوضات، مردفاً: "عندما توفر للاحتلال الهدوء فهذا يعني أن هناك مزيد من الاستيطان والمزيد من سرقة الأراضي والتنكيل بالأسرى والجرائم بحق الفلسطينيين".
وأكد القيادي في حركة فتح أن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة لا يوجد بها أفق سياسي على الأرض وبالتالي هذا الهدوء أعطى للاحتلال الوقت لبناء دولة داخل الضفة المحتلة إلى جانب حصار غزة منذ فترة طويلة جديدة، وانعدام الأفق خلق حالة من التفجير.
وشدد حويل على أن سيف القدس بثت الروح المعنوية في صفوف الفلسطينيين كما كانت معركة الكرامة وبيروت سابقاً، مؤكداً على أن معارك غزة قادرة على تدفيع الاحتلال الثمن وهنا يمكن الإشارة للعمليات التي جرت داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
ولفت إلى أن الأهم بالنسبة للفلسطينيين هي المقاومة الشاملة بكافة أشكالها في مختلف الساحات والجبهات، مردفاً: "إذا كانت المفاوضات تعطينا وطن فلا مشكلة، لكن أن تستمر المفاوضات العبثية 30 عام فيما تثبت أركان الاحتلال على هذه الأرض إجرام".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن تسمية الاحتلال للعملية الأمنية والعسكرية في الضفة لـ "كسر الأمواج" تأتي تعبيراً عن الحالة الكفاحية والنضالية الموجودة في فلسطين عموماً والضفة والقدس المحتلتين على وجه الخصوص.
وأضاف عرابي: "الاحتلال سعى لإيجاد ظروف متباينة بين الفلسطينيين في مختلف مناطق تواجدهم ولذلك تمكن الفلسطينيون تاريخياً من إعادة تكيفيهم وفقاً لظروفهم الميدانية وهو الأمر الواضح منذ عام 1965 وحتى اليوم"، مشيراً إلى أن الضفة تمر منذ عام 2014 وحتى الآن في موجات كفاحية متعددة.
وأردف قائلاً: "نحن نتحدث عن عملية أسر وقعت في الخليل باختطاف المستوطنين الثلاثة تبعها حملة أمنية في كل الضفة المحتلة تبعه الانتقال لعدوان إسرائيلي على غزة، واجه العدوان أداء ملحمي للمقاومة الفلسطينية ومثل رافعة تعبوية في الساحة الفلسطينية وهو ما انعكس على هبة القدس عام 2015".
وأشار عرابي إلى أن ذلك أوجد عمليات الطعن والدهس وهو ما تكرر في الهبة عام 2017 ثم كانت عام 2019، ثم جاءت معركة سيف القدس عام 2021، التي أثبتت أن قاعدة المواجهة تمثل أرضية مشتركة للوحدة الفلسطينية بين الكل الفلسطيني.
وأتبع قائلاً: "الفلسطينيون في مختلف مناطق تواجدهم داخل فلسطين انخرطوا في هذه الهبة سواء كانوا في الضفة أو القدس أو غزة أو الداخل المحتل، وهذه المعركة كانت مهمة جدا ولولا أن الظرف العربي والإقليمي لم يكن داعماً لكانت هذه المعركة بمثابة معركة الكرامة الثانية أو الثالثة بالنسبة للشعب الفلسطيني".
وشدد على أن الآثار والمفاعيل التعبوية لمعركة سيف القدس ما تزال حاضرة وهي أحد أسباب تخوف الاحتلال الإسرائيلي من التصعيد في شهر رمضان المقبل وتزامنه مع الأعياد اليهودية واحتمالات حدوث التصعيد، منوهاً إلى أن جيش الاحتلال في إحصائيته لعام 2021 يتحدث عن 6 آلاف عمل مقاوم بأشكال مختلف.
وبحسب عرابي فإن معركة سيف القدس لم تنتهي في الضفة حيث تحولت هذه الساحة لجبهة مفتوحة ومستمرة مع الاحتلال، وهذا الاستمرار ضمن هذه الأنماط الموجود في الضفة واستعادة هذه المعركة مفاعيلها في أراضي 48 يمكن أن ينبئ بشيء أكبر.