غزة - خاص قدس الإخبارية: جاءت تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري خلافاً للتحركات الإقليمية التي يقودها الوسطاء في المنطقة وتحديداً كل من الأردن ومصر وقطر، لاحتواء أي تصعيد محتمل خلال شهر رمضان.
وتحدث العاروري بشكل واضح خلال ظهور إعلامي تلفزيوني أن منع المصلين من الوصول إلى الأقصى والاعتداء عليهم كفيل بتفجير الأوضاع وفتح باب جهنم أمام الاحتلال، وهو ما يشير إلى خطاب مختلف للمقاومة مختلف عما يحاول الوسطاء والمنظومة الإسرائيلية الوصول له قبيل شهر رمضان وهو ضمان حالة الهدوء.
وبموازاة التصريحات أعلن عضو كنيست الاحتلال ايتمار بن غبير عزمه اقتحام الأقصى يوم غدٍ الخميس في الوقت الذي لم يعلن الاحتلال نيته منعه من تنفيذ الاقتحام بالرغم من الحديث المتكرر عن الخشية من تبعات الاقتحامات على إحداث حالة من التدهور الأمني.
وفي السياق، يمكن قراءة التسهيلات التي تتم بالتنسيق مع المنظومة الإقليمية في المرحلة الراهنة على أنها محاولة إسرائيلية تستهدف تحييد الجبهات خلال شهر رمضان بشأن الرد على الاقتحامات المنوي تنفيذها من قبل المستوطنين.
وتشير بعض المعلومات إلى أن الاحتلال سيسمح للمستوطنين بتنفيذ أوسع عملية اقتحامات للأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية الذي يتناظر مع شهر رمضان خصوصاً خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر الصيام إلى نهايته.
ويراهن الاحتلال على أن التسهيلات الاقتصادية وتصاريح العمل التي قدمت لغزة إلى جانب السماح بزيارة أهالي الأسرى لذويهم فضلاً عن التسهيلات الأخرى المنوي تقديمها سواء للقطاع أو على الصعيد الضفة والقدس المحتلتين.
في سياق متصل، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن اهتمام الجانب الفلسطيني بالتحرك الإقليمي ليس كبيراً وإن كان محسوباً ولكن ما يعنيهم هو المصلحة التي ستتحقق للشعب الفلسطيني من وراء هذه التحركات.
ويقول الصواف لـ "شبكة قدس" إن الأجواء القائمة حالياً على الساحة الفلسطينية مشابهة لتلك الأجواء التي كانت قبيل شهر رمضان العام الماضي، وتحرك الاحتلال على صعيد تقديم التسهيلات قد يكون مقدمة لتبرير أي عمل إجرامي سيقوم به.
ويضيف الكاتب والمحلل السياسي: "تهديدات المقاومة ليست كلاماً وهي واقعاً، إذ أن هناك استعدادات على أرض الواقع فيما يبدو لمواجهة أي عدوان إسرائيلي جديد في الوقت الذي يحذر فيه الاحتلال من ذلك في ضوء المشهد الإقليمي والدولي الراهن".
من جانبه، يقول رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب إن كل التحركات القائمة في المنطقة تريد تحقيق هدف محدد وهو استمرار حالة الهدوء في المنطقة في ظل حالة الرعب والقلق الإسرائيلي من أن يكون رمضان فرصة جديدة للعودة للمواجهة العسكرية أو تصاعد العمليات العسكرية ضده.
ويضيف الغريب لـ "شبكة قدس": "الاحتلال يقوم بتقديم جملة تسهيلات على كل الجبهات لضمان الهدوء والاستقرار وستحاول أن تضبط إجراءاته ضد الفلسطينيين خلال شهر رمضان تزامناً مع التحركات الإقليمية التي تريد ضمان استمرار حالة الهدوء ودعم مسار السلام الاقتصادي".
أما عن تهديدات العاروري، فيبين رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات فيعلق بالقول: "هناك جهوزية كبيرة لدى المقاومة وهو ما يقرأ في تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وأن هناك استعداد كبير لخوض غمار أي مواجهة جديدة".
ويبين الغريب أن تصريحات العاروري تعكس أن المقاومة لن تسمح بالمساس بالقدس والمسجد الأقصى في ظل تثبيت معادلة "المقدسات خطر أحمر" وأنه سيكون لها حضور في أي مشهد حال قرر الاحتلال تنفيذ أي من مخططاته.
وشهدت الأيام الأخيرة اتصالات مكثفة قام بها الوسيط المصري مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي طالبهم فيها بالحفاظ على الهدوء من أجل استمرار التسهيلات، فيما ردت المقاومة بالتأكيد على أن القدس خط أحمر وأن الكرة ستكون في ملعب الاحتلال.