رام الله المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ما زالت التحضيرات للمؤتمر الثامن لحركة فتح جارية، رغم بعض التباينات بشأن موعد انعقاده، وقد تشكلت لجنة تحضيرية من أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، بينهم: محمود العالول، جبريل الرجوب، حسين الشيخ، إياد نصر، وغيرهم، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ"شبكة قدس".

الرئيس محمود عباس أكد للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن على ضرورة ألا يتجاوز عدد أعضاء المؤتمر 1200 عضو، ضمن معايير ونسب محددة، على أن تكون نسبة للأجهزة الأمنية، والمتقاعدين، ووزراء فتح الحاليين والسابقين، وأعضاء المجلس الثوري الحاليين والسابقين. 

وتبيّن المصادر أن هناك خلافا قائما على العدد، والمعايير، ونسبة تمثيل كل شريحة، إذ يبدو لأطراف في الحركة أن المعايير والنسب وضعت لكي يتم اختيار أعضاء محسوبين على "قيادة الحركة المتنفذة"، وتحديدا عباس والشيخ ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج. 

لكن الأهم، كما تؤكد المصادر، هو استثناء الأسرى والأسرى المحررين من هذه المعادلة، إذ أنه حتى اللحظة لا يدور أي حديث عن مقترح عملي لتمثيل الأسرى والمحررين. فيما أبدى بعض قادة حركة فتح اعتراضهم لمثل هذا التمثيل، على قاعدة "كلنا كنا أسرى" وهذا ما ردده في أكثر من مناسبة عضو اللجنة المركزية الشيخ.

توضح المصادر أن استثناء الأسرى والمحررين والتعامل معهم كشريحة لا يحق لها التمثيل في المؤتمر الثامن، مرتبط أيضا باعتبارات خارجية، والعلاقة مع الاحتلال، حيث إن الإدارة الأمريكية ما زالت تضغط على السلطة الفلسطينية لإنهاء ملف رواتب الأسرى والمحررين، وهذه إحدى العقبات في العلاقة بين الطرفين.

وتشير المصادر إلى أن قيادة السلطة دائما ما تبرر صرف الرواتب على قاعدة أنها تتعامل مع عوائل الأسرى كشريحة اجتماعية متضررة، وهذا ليس مرتبطا بالتعامل مع الأسرى كشريحة سياسية تستحق المكافأة على أفعالها، ولذلك فإن ضمان نسبة تمثيل لهم في المؤتمر الثامن سيسبب لقيادتها حرجا أمام الأمريكيين والإسرائيليين.

وترجح المصادر أنه بسبب الضغط الممارس بالمرحلة الحالية من قبل الأسرى والمحررين على مركزية فتح واللجنة التحضيرية للمؤتمر، قد يوافق عباس على تمثيل رمزي للأسرى، لكي يكون مخرجا له أمام الأمريكيين والإسرائيليين بأنهم شاركوا كـأعضاء بالحركة ولم تكن لهم نسبة محددة كباقي الشرائح، ولم يتم التعامل معهم كشريحة قائمة بحد ذاتها وممثلة في المؤتمر الثامن. 

يشار إلى أنه من المقرر عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح في الحادي والعشرين من شهر مارس\ آذار من العام الجاري. وبحسب المصادر فإن التحضيرات التي تجريها اللجنة التحضيرية، تسير ببطء، لكن حتى اللحظة لا يوجد أي قرار نهائي بالتأجيل، رغم وجود مقترحات بهذا الشأن.