شبكة قدس الإخبارية

واشنطن تتهم بوتين بالسعي لإعادة العالم إلى زمن الإمبراطوريات.. موسكو: لا تعليق

بوتين-1
هيئة التحرير

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدراماتيكي الليلة الماضية بالاعتراف باستقلال المقاطعتين "الانفصاليتين" في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا سلسلة من الإدانات من الولايات المتحدة وأوروبا، وصرّح بعض المسؤولين الأمريكيين بأنه سيتم فرض عقوبات جديدة على روسيا خلال اليوم.

لكن لا يزال من غير الواضح تمامًا ما إذا كان سيتم اعتبار القرار الروسي بالنسبة للغرب على أنه بداية لغزو واسع النطاق، في منطقة يسيطر عليها بالفعل "الانفصاليون" المدعومون من روسيا، وعمليًا من قبل موسكو.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن قرار بوتين ليس "غزوًا إضافيًا" يستدعي أشد العقوبات صرامة، لكنه شدد على أن حملة عسكرية أوسع يمكن أن تحدث في أي لحظة.

وفي خطاب ألقاه الليلة الماضية، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زلنسكي، إن الحدود الدولية لبلاده ستبقى كما هي، مضيفا: "نحن لسنا خائفين من أي شيء، ليس لأحد عندنا حق".

وأدان الغرب بالإجماع تقريبًا قرار بوتين، وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث إلى زلنسكي الليلة وأدان بشدة قرار بوتين.

واتفقت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة على الرد بفرض عقوبات على روسيا، بينما قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن بريطانيا ستعلن عقوبات جديدة اليوم.

واتهم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ روسيا بمحاولة تمهيد الطريق للغزو.

كما انتقد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قرار بوتين بشدة، قائلا إن بلاده ستناقش "الإجراءات القاسية" بما في ذلك العقوبات مع المجتمع الدولي.

وزاد اعتراف بوتين الليلة الماضية من فرص حدوث غزو روسي، مما يمهد بشكل فعال الطريق أمام المساعدة العسكرية الروسية العلنية "للانفصاليين" الموالين لروسيا. بعد وقت قصير من التوقيع، أعلن الكرملين أنه كجزء من الأوامر التي وقعها بوتين، أمر بإرسال قوات حفظ السلام الروسية إلى "المناطق الانفصالية".

ولم يتضح متى ستعبر القوات الحدود وإلى أي مدى. قال شهود عيان لرويترز الليلة، إن قوافل المركبات العسكرية بما في ذلك الدبابات على مشارف دونيتسك، إحدى المناطق التي اعترف بوتين استقلالها، وأفادوا بوجود خمس دبابات عند مدخل المدينة ودبابات أخرى في جزء آخر منها.

واتهم الرئيس الأوكراني زلنسكي روسيا بإفشال محادثات السلام واستبعد أي احتمال بأن تقدم أوكرانيا تنازلات إقليمية. وأعلن الليلة الماضية أن أوكرانيا ملتزمة بالسلام والدبلوماسية وتتوقع من حلفائها اتخاذ إجراءات "واضحة وفعالة" ضد روسيا.

كما دعا الرئيس الأوكراني إلى عقد مؤتمر طارئ لزعماء روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا. وقال إن قرار بوتين "يدمر الجهود الدبلوماسية والاتفاقيات القائمة". وشدد على أن "حدود أوكرانيا الدولية ستبقى كما هي.

وفي مناقشة حادة في مجلس الأمن، استمرت ساعة ونصف، هاجم ممثلو الولايات المتحدة ودول أخرى في الغرب الروس بحدة. ردت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على قول بوتين بأنه "أرسل قوات حفظ سلام" إلى مناطق النزاع: "يسميهم جنود حفظ السلام. هذا غير منطقي. نحن نعرف ما هم حقا".

وقال السفيرة الأمريكية إن تصريحات بوتين كانت "سلسلة من التصريحات الفاضحة والكاذبة، بهدف خلق ذريعة للحرب. يريد بوتين إعادتنا بالزمن إلى الأيام التي حكمت فيها الإمبراطوريات العالم. لسنا في عام 1919".

ووصف السفير الروسي فاسيلي نيفانزيا التصريحات ضد موسكو بأنها "هجوم لفظي مباشر" وقال إنه لن يرد. وادعى أن أوكرانيا كانت على وشك "مغامرة عسكرية".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كولبا إن أوكرانيا تلقت وعدا برد "حازم وموحد" من الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. وبعد التحدث مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، أضاف كولبا "إننا نتشاطر نفس التقييم فيما يتعلق بقرار روسيا غير القانوني".

وأصدر البيت الأبيض الليلة الماضية مرسوماً رئاسياً يحظر الاستثمار الأمريكي في المناطق التي اعترف باستقلالها بوتين، واليوم من المتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية عقوبات أخرى تشمل الواردات إلى الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر من أي سلع أو خدمات أو تكنولوجيا من هذه المناطق.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن لا علاقة لهذه العقوبات بالرد الذي أعدته واشنطن في حالة الغزو الروسي. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الأمر التنفيذي "يهدف إلى منع روسيا من الاستفادة من هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي".

كما أعلن بلينكن أن الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين في السفارة الأمريكية في أوكرانيا - التي انتقلت مؤخرًا من العاصمة كييف إلى لفوف غرب البلاد - سينتقلون إلى بولندا.

#فلاديمير بوتين